الإمام الواثق المطهر بن محمد (ع)
الإمام الواثق المطهر بن محمد (ع)
  ونجله(١) الإمام الواثق بالله المطهر بن الإمام المهدي محمد بن المطهر، وكان من علماء العترة الزكية، وهو صاحب الأبيات الفخرية التي مستهلها:
  لا يستزلَّك أقوامٌ بأقوال ... ملفّقات حَرِيّات بإبطالِ
  لا ترتضي غير آل المطفى وزراً ... فالآل حقا وغير الآل كالآل(٢)
  فآية الودّ والتطهير أُنْزِلَتا ... فيهم كما قد رووا من غير إشكالِ
  وهل أتى قد أتى فيهم فما لهم ... من الخلائق من ندّ وأشكالِ
  وهم سفينة نوح كلّ من حملت ... أنجته من أَزْل(٣) أهواء وأهوالِ
  والمصطفى قال إن العلم في عقبي ... فاطلبه ثمّ وخَلِّ الناصب القالي
  وكان في أيام المؤيد بالله يحيى بن حمزة، وتخلّى عن الإمامة في عصر الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد الآتي ذكره.
  وله خطبة بليغة أَبَانَ فيها تخلِّيه، منها: لِيَعْلَم أدنى الأمة وأقاصيها، القاطنون بسفح البسيطة وصياصيها، بعد السلام عليهم الجزيل، ورحمة الملك الجليل، أنَّا ما كنَّا تحمّلنا من الأعباء إذْ عميت عليهم الأنباء إلا إنالةً لحقِّ السابقين من الأجداد والآباء وأَكْرِمْ بذلك فريقاً، وحَسُنَ أولئك رفيقاً، فنُذْكر بالملأ الأعلى، ونفوز من الأجر بالقِدْحِ المعلّى، فأبى الله أن يجعل البَسْطَ والقَبْضَ، والإبْرام والنّقض، والرفع والخفض، وإقامة السنّة والفرض، إلا في مستودع سرِّه، وترجمان ذكره، وولي نهيه وأمره، ومُنَفِّذِ تهدِيده وزَجْره، عَلَم الشّرف الأطول، وطراز العترة
(١) أي نجل الإمام المهدي (ع).
(٢) ترك الجزم لضرورة الشعر كقوله: ألم يأتيك ... إلخ، أو تكون لا نافية وهو خبر في معنى الإنشاء، تمت من المؤلف (ع).
الآل: السراب.
(٣) الأَزْل: الضيق والشدة.