الإمام عز الدين بن الحسن (ع)
  وقد كان دعا قبله السيد الإمام بقيّة كبراء أهل البيت $ إدريس بن عبدالله بن علي بن وهّاس، وتكنّى بالمهدي، وكذا لم تَقْضِ له الدنيا منها بشيء، وانْزَوَتْ عنه أيضاً، ومات قبل محمد بن يوسف، وكان كريماً عظيماً سليم الصدر، كثير الشَّفَقَةِ والحنوّ على أهل البيت وشيعتهم، وكان رُكْناً من أركان البيت الأعز الأطول، وبقية صالحة من أهل الطراز الأول.
  ودعا بعدهما الإمام عزّ الدين بن الحسن، فأقبل عليه الناس، ومات معارضاه، وتمّ له الأمر واستقلّ به ... إلى آخر كلامه.
  قلت: ورجّح العلماء دعوة الإمام عزّ الدين #، والتزموا إمامته، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، وعِلْمُ الحقائق لله تعالى، وليس لنا غرض كما علم الله في العدول عن الحق، والصدّ عن الصدق، كيف والله سبحانه يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[النساء: ١٣٥]، ونعوذُ بالله أن نكون ممن مال به الهوى، وعدل عن السواء، كيف وذلك لا يورّث إلا الندامة، ولا يثمر إلا الحسرة في القيامة، وأما هم فقد أفضوا إلى ربهم، وقد كشفتُ لك جَلِيَّةَ الحال، وإن كان مما مرجعه إلى معاملة ذي الجلال، فقد تتطرَّق الأوهام، وتتسارع الأَفْهَامُ، ومثل هذا يجب بيانه كما لا يخفى على ذوي الأنظار الراجحة، والمقاصد الصالحة، ولهذا كان رسول الله ÷ يبين أشياء دفعاً للخواطر، وإِمَاطَةً للشّكوك، وهو في مقام النبوّة ومحلّ الرسالة، وما أدراك ما الخطأ، ثم ما أدراك ما الخطأ، نسأل الله الاستقامة والعصمة والسلامة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
  قال السيد العلامة عبدالله بن علي بن محمد بن عبد الإله بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير المتوفى سنة ألف ومائة