التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام محمد بن القاسم الحسيني الحوثي (ع)

صفحة 368 - الجزء 1

  كتاب الله، لما أخذ الله من الميثاق.

  ومنها: ونحن ندعو إلى الكتاب والسنة، وما جاء به الله ورسوله، وإحياء معالم الدين، والجهاد في سبيل رب العالمين، والذبّ عن المسلمين، لا نبالي بوفاق من وافق، ولا بشقاق مَنْ شَاقَقَ؛ لأن الله قد واعدنا إعزازَ الدِّين وبيانه، ونصر الحق وأعوانه، وقد شاهدنا عنوان ذلك، وأهرع الجمّ الغفير إلى ما هنالك، وأجابوا ولبّوا، ونشرت أعلام الجهاد، وظهر الصلاح على العباد، مع أنّا على ثبات من أمرنا وبصيرة في ديننا، وبيّنة من ربنا، واثقين بوعد الله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}⁣[غافر: ٥١]، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}⁣[الحج: ٤٠].

  إلى أن قال: جَرَّدْنا العزيمة غِيْرَة لدين الله تعالى، وقمنا بهذا الواجب العظيم تعظيماً وإجلالاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}⁣[فصلت: ٣٣].

  ومنها: وإنَّا بحَمْدِ اللهِ لما قُمْنا بهذا الأمر دَعَوْنَا الأُمَّةَ لما فيه صَلاحُها ورشادُها، وخيرها وسدادها، وامتثلنا أمر ربنا ø فيما أوجب علينا، وحمّلناهم الحجة فيما أوجب عليهم، وأودع من الأمانة لديهم.

  بعد أن قال: ولا زلنا نبذل النفوس والنفيس طلباً لإعزاز الدين، والذبّ عن شريعة سيد المرسلين، وإحياء سنة الجهاد التي هي طريقة الأنبياء والأئمة الراشدين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونتنقل لطلب النصرة من بلاد إلى بلاد، ونركب متون الأغوار والأنجاد، ونكرّر الوقائع بأهل الزيغ والإلحاد، وأهل البغي والفساد.

  إلى أن قال: ونحن إن شاء الله على ذلك المنوال من غير كلال ولا ملال، بعون الكبير المتعال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف: ١٠٨].