التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[لا نعتمد في الدين على شيء من طرق المضلين]

صفحة 394 - الجزء 1

  رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣]، {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}⁣[الزمر: ١٨].

  ويقول الرسول ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي»⁣(⁣١)، الخبر المروي في دواوين الإسلام، عن بضع وعشرين صحابياً، و «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح»⁣(⁣٢)، وغيرها من الأخبار المعلومة، إنما نهى الله ورسوله ÷ عن اتباع الباطل، والرجوع إلى من لم يأمر الله بالرجوع إليه، والطاعة لمن لم يجعل الله له ولاية من الظالمين، ومتابعة الأهواء، ومحبّة التَّرَؤُّس والإخلاد إلى الدنيا، وبيع الآخرة بالأولى، كما عُلِمَ من حال هؤلاء المضلّين، الذين لا يفقهون الخطاب، ولا يفهمون فرقاً بين خطأ وصواب.

  ومن البَلِيَّةِ عَذْلُ مَنْ لا يَرْعَوِيْ ... عن غيِّهِ وخِطَابُ مَنْ لا يفهم

  وتالله لقد غُرِسَتْ في صدور المتمردين شَجَرَاتٌ، تُجْتَنَى من زَيْغِها وضلالها ثَمَرَاتٌ، ولله حكمةٌ بالغةٌ، وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون، فهذا الذي يلزمنا وندين الله به من البيان، والخروج عن عهدة الكتمان، موجّهاً إلى ذوي العرفان، وأما غيرهم فنقول لهم: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.

  إذا عرفت هذا فاعلم أنَّ الله ، قال: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}⁣[يونس: ٣٢] وقال الرسول ÷: «افترقت أمة أخي موسى إلى إحدى وسبعين فرقة منها فرقة ناجية والباقون في النار، وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنتين وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون في النار، وستفترق أمتي إلى ثلاث


(١) البحث مستوفى حول هذا الحديث ومخرّجيه في كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ص ٥١/ط ١، ج ١/ص ٨٣، ط ٢، ج ١ - ص ١٠٠، ط ٣.

(٢) للمزيد انظر البحث المستوفى كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ص ٩٣/ط ١، ج ١/ ص ١٣٢، ط ٢، ج ١ - ١٨٣، ط ٣.