التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[خبر الغدير]

صفحة 421 - الجزء 1

  الدوحة مكانه وجمع الناس، ثم قال: «يا أيها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: اللهم اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، ثم قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره» انتهى⁣(⁣١).

  وقد خطب الحجيجَ ~ وآله بخطبة كُبْرى، روى كل منها ما حفظ.

  قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: هذا الخبر قد بلغ حدّ التواتر، وليس لخبر من الأخبار ما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق.

  وقال السيد جمال الدين الهادي بن إبراهيم الوزير: من أنكر خبر الغدير فقد أنكر ما علم من الدين ضرورة؛ لأن العلم به كالعلم بمكة وشبهها، فالمنكر سوفسطائي. وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً، انتهى.

  وقد أخرجه محمد بن جرير الطبري من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية، وذكره الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة من مائة وخمس طرق، وقد ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري.

  قال المقبلي في الأبحاث - مع أن حاله معلوم -: إن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم، انتهى. وقال ابن حجر في الصواعق: رواه ثلاثون من الصحابة، وفيه: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله ... إلخ.

  وروى ابن حجر العسقلاني خبر الغدير عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال:


(١) الأحكام: ١/ ٣٧ - ٣٨، وللمزيد حول هذا الخبر ومخرّجيه انظر البحث المستوفى في كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ ص ٣٧/ط ١، ج ١/ص ٦٧/ط ٢، ج ١ ص ٧٣ وما بعدها، ط ٣.