[خبر المنزلة]
  كَثِيرًا ٣٣ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ٣٤ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ٣٥}[طه: ٢٩ - ٣٥]، فقال سبحانه: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى}[طه: ٣٦]، انتهى.
  وهو كذلك متواتر معلوم، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت.
  وقال الحاكم الحسكاني: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد. ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، وعلى الجملة الأمر كما قال الإمام الحجة عبدالله بن حمزة #: والخبر مما علم ضرورة، انتهى.
  وقال ابن حجر في فتح الباري: واستدُلّ بحديث المنزلة على استحقاق علي ¥ للخلافة دون غيره من الصحابة.
  وقال الطيبي: معنى الحديث تتصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه مبهم، بيّنَه بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي، فعرف أن الإتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة، بل من جهة ما دونها وهو الخلافة ... إلخ.
  وقال ابن حجر المكي - في شرح قول صاحب الهمزية:
  ووزير ابن عمِّه في المعالي ... ومن الأهل تسعد الوزراءُ
  - ما لفظه: وقد وردت فيه بمعناها على وجه أبلغ من لفظها، وهو قوله #: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فإنَّ هذه الوزارة المستفادة من هذا أخصّ من مُطْلَقِ الوِزَارَةِ، ومن ثمَّة أخذ منها الشيعة أنها تفيدُ النصَّ أنه الخليفة بعده، وهو كذلك، ثم ذكر ما يؤيّد هذه الوزارة الخاصة من أن النبي آخاه دون غيره، وأرسله مؤدياً لبراءة، واستخلفه بمكة عند الهجرة، ثم ذكر الوجه الذي هو عنده مانع من النص على الخلافة، وهو موت هارون في حياة موسى ... إلخ. وهو لا يفيد ما ذكره، إذ قد ثبت الإستحقاق، ولا يبطله موته قبله وذلك