[آية التطهير]
  الثاني: اشتماله ÷ عليهم بالكساء ليكون بياناً بالفعل مع القول.
  الثالث: أنه ÷ قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي» مؤكِّداً للخبر.
  الرابع: تعريف المسند إليه بالإشارة، المفيده لتمييزه أكمل تمييز، كما ذكره أهل المعاني.
  الخامس: دفعه لغيرهم كأم سلمة ^، وقال لها: مكانكِ أنتِ إلى خير. وفي بعضها: لستِ من أهل البيت، أنتِ من أزواج النبي. وفي بعضها: أنتِ ممن أنتِ منه. فدل على إخراجها وجميع الأزواج مع ما تقدم.
  فإن قيل في بعض الأخبار، قالت: يا رسول الله ألستُ من أهل البيت؟ قال: بلى فادخلي في الكساء فدخلت. قلنا: روايات دفعها أكثر وأصرح، فكانت أرجح وأوضح، مع أنه لم يشر إليها معهم، فلذا قالت: بعد ما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وفاطمة، وقد بيّن لها ولغيرها أنهم غير داخلين في معنى الآية والدعاء، فكان ذلك على فرض صحته إيناساً وتطييباً للخاطر، وكذلك ما روي لواثلة بن الأسقع، ولا يضرّ ذلك بعد البيان القاطع، فليس إلا كقوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}[إبراهيم: ٣٦]، وكقوله ÷: «سلمان منّا أهل البيت»، «وشيعتنا منّا» مما عُلِمَ أنْ ليس المراد في أحكامهم الخاصة قطعاً وإجماعاً، وإنما هم من جانبهم، ومن المتصلين بهم، والأمر في ذلك جلي، والأمة مجمعة على اختلاف طرائقها على دخولهم، وسواهم يحتاج إلى دليل ولا دليل، بل البرهان القاطع قائم على خلافه، وأيضاً الآية دالة على العصمة قطعاً، ولا قائل من الأمة بعصمة غيرهم، فبان عدم دخول الغير وإلا خرج الحق عن أيدي الأمة قطعاً.
  فإن قيل: ورد في لفظ بعض الرواة تفسير الرّجس بالشكّ في دين الله.
  قلنا: تفسيره به لا ينفي ما عداه مما عُلِمَ أنه موضوع له قطعاً لغة وشرعاً، فهو تَنْصِيْصٌ على بعض أفراد العام، لعظم التطهير منه ومزيد الاهتمام، مع أنه تفسير