بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
  اعلم أنه لما تبدَّل الحكم في اليمن وهكذا الأيام دول، ظهر في هذا الزمن البغض والشنآن، والزور والبهتان، لجميع آل محمد وأوليائهم الأبرار، من عصابةٍ من الأشرار، كانوا أيَّام الحكم السابق أشدّ من يتشدّق ويتملّق، ويبالغ بل يغالي في المدح والثناء، نظماً ونثراً وسراً وجهراً بما يتحرَّج من مثله أهلُ الإيمان والوفاء، والصدق والصفاء، وهم مع ذلك كانوا أَعْظَمَ الحوائِلِ وأشدّ الموانع في طريق الإصلاح، وهذه مَوْضوعَاتُهم شاهدة عليهم بما أظهروه من خدعهم ونفاقهم ومكرهم وشقاقهم، ولم أقصد جميعَ المعارضين ففيهم من أهل الشِّيَمِ العالية، والمروات السَّامية، الذين يتنزَّهون عن أقذار هؤلاء الأشرار، إنما أعني هذه الحُثَالَة الأَذْنَاب، الذين ملأوا أوراقهم بالشتم والسباب، حين خلا لهم الجوّ، وأَمِنُوا من السطو.
  ولم أقصد المجاراة لهم، بل نقول لهم ولأمثالهم سلام، ومرجع الأمر إلى الملك العلام، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء: ٢٢٧].
  وإنما أردتُ القيام بالقسط، والشهادة لله بالحق، كما أخذ الله ذلك في الكتاب المبين، بمثل قوله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[النساء: ١٣٥].
  فأقول وبالله أصول: إن مما أكثروا فيه القال والقيل، والتشنيع والتضليل، ما يزعمونه أنَّ أهل البيت في اليمن اختصوا بدعوى أن الإمامة لا تصحّ إلا فيهم، وأن ذلك خلاف دين الإسلام.
  والجواب: أنه قد علم أولوا العلم أنّ القول بأنّ الإمامة في منصب مخصوص هو