مؤلفاته:
  واسمه كاسم أخيه عبدالله، وقد سبق نسبهم، وهو الذي أنشده بعض الشعراء - وكان أبقى من بني أمية بقية بعد أن رفع عنهم السيف - هذه الأبيات:
  أصبح الملك ثابت الآساس ... بالبهاليل من بني العباس
  إلى أن قال:
  لا تُقِيلَنْ عبد شمس عثاراً ... واقطَعَن كل رقلة(١) وغراس
  خوفهم أظهر التودد فيهم ... وبهم منكمُ كحرِّ المواسي
  أقصهم أيها الخليفة واقطع ... عنك بالسيف شافة الأرجاس
  واذكروا مصرع الحسين وزيداً ... وقتيلاً بجانب المهراس
  إلى آخرها.
  ثم قتلهم، ولم يبق إلا من له فسحة في الأجل، وانتقم الله منهم، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}[الأنعام: ١٢٩]، وبعد أن تمكنوا، وقع منهم الإغلاظ على آل محمد، والقتل والتشريد، كما قال أبو فراس(٢):
  ما نال منهم بنو حربٍ وإن عظمت ... تلك الجرائم إلا دون نيلكم
  وامتدّ زمن العباسية إلى أن خرج التتر إلى بغداد، فسلطهم الله عليهم، وقتلوا المستعصم العباسي، في اليوم الذي قتل فيه الإمام المهدي أحمد بن الحسين #، والمستعصم آخر ملوك بني العباس، وقتل التتر في بغداد ونواحيها ألف ألف وثمانمائة ألف، وأخربوا أكثر الأرض، وقد أشار إلى خروجهم الوصي ~ في بعض خطبه.
(١) بفتح الراء: النخلة، تمت ق. المهراس: صخرة منقورة يكون فيها ماء، والمراد بالقتيل: الحمزة بن عبدلمطلب سيّد الشهداء رضوان الله عليهم.
(٢) الأَمِيْرُ، أَبُو فِرَاسٍ الحَارِثُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيُّ الشَّاعِرُ المُفْلِقُ، وَكَانَ رَأْساً فِي الفُروسيَّةِ، وَالجُودِ، وَبرَاعَةِ الأَدبِ. كَانَ الصَّاحِبُ ابْنُ عَبَّادٍ يَقُوْلُ: بُدئَ الشِّعرُ بِمَلكٍ وَهُوَ امرُؤُ القَيْسِ، وَخُتِمَ بِمَلكٍ وَهُوَ أَبُو فِرَاسٍ. وَ (ديوَانُهُ) مَشْهُوْرٌ. قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكُلُّ عُمُرِهِ سبعٌ وثلاَثُونَ سَنَةً. انظر سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٩٨).