مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[تفسير سورة المنافقون]

صفحة 152 - الجزء 1

  عزمت على قتله فمرني أنا فآتيك برأسه، فوالذي بعثك بالحق ما قولي هذا لشك فيك، ولا معارضة لك في شيء تراه، غير أني أخاف أن تأمر به غيري فيقتله، فيقع في قلبي خشونة على قاتله فينقص ذلك إيماني، ويفسد علي شيئا من إسلامي، فقال رسول اللّه ÷ عندما كان من كلامه: «بل نهبه لك، بل نهبه» فكرر القول ووهبه له.

  وروي أنه لما وصل العسكر المدينة أخذ ابن عبد اللّه السيف، ونهض به إلى أبيه مسلولا، ثم قال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا لتقولن أن رسول اللّه ÷ الأعز وأنت الأذل، أو لأضربن عنقك بالسيف، فلما رآه أبوه مجمعا على قتله إن لم يقل ما أمره به، قاله صاغرا، مكرها مجبورا، فلما علم عبد اللّه بن أبي سلول أن رسول اللّه ÷ قد بلغه علمه، أتى إليه في جماعة من المنافقين، فحلف باللّه جاهدا إن كنت قلت ما بلغك عني، ولا تكلمت بهذا الكلام، وحلف إخوانه المنافقون ما قاله ولا تكلم به، ولقد كنا حاضرين لجميع أمره. فلذلك أنزل اللّه سبحانه {اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً}⁣[المجادلة: ١٦، المنافقون: ٢]. ثم ذكر اللّه سبحانه المؤمنين في آخر السورة، فكان ذكره لهم موعظة ودلالة على الفضل الذي يوجب الثواب، فهذا ما كان من الخبر، وربنا محمود لا شريك له.

  و [سألت] عن قول اللّه سبحانه: {يس ١}⁣[يس: ١]. ما معنى {يس ١

  الجواب: اعلم أن اللّه سبحانه أقسم بأشياء كثيرة من خلقه، وإنما أقسم بما أقسم من خلقه، دلالة على تفضل الخالق بما أبان في المصنوع من عجائب