[تفسير سورة المنافقون]
  تدبير الحكمة، وآثار النعمة، فكان مما أقسم به حروف المعجم التي تعلم الأشياء بها وتفهم، ومن ذلك {يس ١}[يس: ١] التي سألت عنها - وفقك اللّه لطاعته - وقد ذكر عن القاسم # أنه قال: «وقد يجوز أن تكون أسماء لأشياء لم يطلع اللّه العباد على معرفتها، ولم يعلمهم ما أخفى منها، وليس على العباد معرفة ما لم يندبهم اللّه إلى معرفته، وإنما عليهم الإقرار بما أمرهم بالإقرار به من رسله، فيعلمون أن ذلك من عند اللّه تولى فعله، ورضي عمل من قبله والسلام.
  و [سألت] عن رجل قال له رجلان من إخوانه: إن مرتك قد زنت، ففارقها فيما بينه وبينها، هل يطلقها أم لا؟
  الجواب: اعلم أن هذا الرجل قد طلق زوجته بأيقن اليقين، فليس يجب له مداناتها، إلا من بعد الإقرار بطلاقها ومراجعتها عند شاهدين، فأما فيما بينه وبينها، فلا يجوز له ذلك، والطلاق لا يتم له حتى يخرج مما ذكرت.
  فاعلم ذلك.
  و [سألت] عن قول رسول اللّه ÷: «على المرأة إصلاح ما في الدار، وعلى الرجل إصلاح ما خارج الدار»؟
  الجواب: اعلم - وفقك اللّه - أن للرجل أعمالا خارجا لا تستحق المرأة منها شيئا، وللامرأة أعمالا داخلا لا يستحق الرجل منها شيئا أيضا، فالذي لا يستحقه أيهما على صاحبه فهو ما فوق القوت والكسوة، وما يقوم