مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 62 - الجزء 1

  إما أن تنزلوا ذريتهما منزلهما، أو لا تنزلوهم منزلهما، فإن لم تنزلوهم منزلهما، فقد عطلتم الإمامة إلى أن تقوم الساعة، ويكون عليكم أنه لم يذكر الرسول ~ وآله وسلامه، غير هؤلاء الثلاثة بإجماع الأمة، فهذا باب اللّه يبعدكم من اعتقاده.

  أو تقولوا: ننزل ذريتهما منزلهما، لأن رسول اللّه ÷ لم يخصهما فيقول: قاما أو قعدا وحدهما. ولو خصهما لما اعتقدنا إمامة أحد من ولدهما بعدهما، ولكنا أيقنا أنه حيث لم يستثن جعلها فيهما، وفي من كان سبيله سبيلهما من ذريتهما، فلذلك اعتقدنا إمامتهم من بعدهما، فإذا كان ذلك كذلك، لزمكم وباللّه التوفيق أن تنزلوا من رشد من ذريتهما منزلهما، فيكون القائم والقاعد منهم كالمستدل بهما ª وعلى أبويهما، وعلى من طلب من ذريتهما.

  وكذلك إذا أيقنتم بتمام رجلين من نسلهما، فاجعلوهما إمامين قاما أو قعدا، فإن القاعد لا يقعد إلا بحق بعد ضرورة، والقائم لا يقوم إلا بحق بعد مقدرة، فالقاعد يقتدى في قعوده بعلي والحسن حين قعدا، ويقتدى في قيامه بهما حين قاما. فهذه وجوه القول في الإمامة قد بينتها لكم غاية البيان، لئلا يعدّ بينكم فيها اختلاف، فبالاختلاف هلك الهالكون، وبالاتفاق على كلمة التقوى نجا الناجون، فجعلنا اللّه وإياكم من الناجين، ولأنعمه من الشاكرين، وصلى اللّه على محمد خاتم النبيين، وعلى اللّه الطاهرين وسلم تسليما.

  وسألتم - أرشدكم اللّه - عن الرزق هل خص اللّه به أولياءه من أهل طاعته، أو جعله مباحا لأهل طاعته ومعصيته، وقلتم: نحن في هذه المسألة