[مسألة الجمع بين الصلاتين]
  خلق معمرون، خلقهم اللّه جميعا، ويميتهم إذا شاء جميعا، فهذا معنى ما سألت عنه.
  و [سألت] عن الجنة والنار أين هما وهل خلقتا؟
  الجواب: اعلم أن اللّه تبارك وتعالى وعد الجنة وتواعد بالنار، فالواجب علينا التصديق لوعده ووعيده، والإقرار به، ولم يذكر لنا جل اسمه أنه خلقهما بعد، أو لم يخلقهما، فمن قال: إنهما خلقتا، لزمه أن يقول: اللّه جل اسمه يهلكهما ويفنيهما، لقوله سبحانه: {كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨]. وقد يكون من تأويل هذه الآية: أن لا يكونا من الأشياء الواقع عليها اسم الفناء، لأنهما خلقا للبقاء، وعرفنا بذلك منهما.
  والدليل على أنهما قد تخرجان من الأشياء، ما ذكر اللّه سبحانه عن ملكة سبأ {أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}[النمل: ٢٣]، ولم تؤت من كل الأشياء، وإنما أوتيت من كل شيء يقوم لها بمصلحة، فهذه الآية مما خوطب به الأشياء، والمراد فيه: بعضها، وقد تكلّم في ذلك وأكثر فيه، وأصح ما تكلم به التصديق بهما، وبما وعده اللّه منهما وفيهما، فاعلم ذلك إن شاء اللّه.
  و [سألت] عن مؤمني الجن هل يكونون في الآخرة يأكلون ويشربون ويتنعمون؟
  الجواب: اعلم أن اللّه تبارك وتعالى لم يجعل الأكل والشرب إلا لبني آدم، وما خلق اللّه تبارك وتعالى معهم في الأرض من البهائم.
  فأما الملائكة والجن فلم يجعل اللّه لهم الأكل، وجعل لهم من الملاذ ما يتنعمون به ويسرون، فإذا كان في دار الآخرة أعطى اللّه كل عبد من النعيم