علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 370 - الجزء 1

  ٣ - السلخ والإلمام، وهو أخذ المعنى وحده، وهو أيضا ينقسم الى ثلاثة أقسام:

  (أ) أن يكون الثاني ممتازا بحسن سبكه، وبلاغته، ورصانته، كقول البحتري:

  تصد حياء أن تراك بأوجه ... أتى الذنب عاصيها فليم مطيعها

  مع قول أبي الطيب، وهو أحسن منه سبكا:

  وجرم جره سفهاء قوم ... وحل بغير جارمه العذاب

  وكأنه اقتبسه من قوله تعالى: {أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا}⁣(⁣١).

  (ب) أن يكون الثاني دون الأول، كقول بعض الأعراب:

  وريحها أطيب من طيبها ... والطيب فيه المسك والعنبر

  مع قول بشار، وقد أخذ منه وقصر عنه في المعنى، حيث يقول:

  وإذا أدنيت منها بصلا ... غلب المسك على ريح البصل

  (ج) أن يتساوى الأول والثاني، كقول بعضهم يذكر ابنا له قد مات:

  الصبر يحمد في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه مذموم

  مع قول أبي تمام بعده:

  وقد كان يدعي لابس الصبر حازما ... فأصبح يدعي حازما حين يجزع

  وهذه الأنواع الثلاثة من الأخذ الظاهر، أما غير الظاهر فهو ذو شعب كثيرة، أهمها:

  ٤ - التشابه، وهو أن يتشابه معنى الأول والثاني، كقول الطرماح ابن حكيم الطائي:

  لقد زاد حبا لنفسي أنني ... بغيض الى كل امرئ غير طائل

  مع قول المتنبي:


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٥.