علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 373 - الجزء 1

  تفخيما لشأنه وتزيينا لسبكه على وجه لا يشعر⁣(⁣١) بأنه منه، كقول ابن نباتة الخطيب:

  «فيا أيها الغفلة المطرقون أما أنتم بهذا الحديث مصدقون، ما لكم لا تشفقون فو رب السماء والأرض إنه لحق مثل ما انكم تنطقون».

  وقول الحريري: أنا أنبئكم بتأويله، وأميز صحيح القول من عليله.

  وقول الحماسي:

  إذا رمت عنها سلوة قال شافع ... من الحب ميعاد السلو المقابر

  ستبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة حب {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ}

  وقول أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني:

  لآل فريغون في المكرمات ... يد أولا واعتذار اخيرا

  إذا ما حللت بمغناهم ... {رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً}⁣(⁣٢)

  وقول الحريري: «وكتمان الفقر زهادة وانتظار الفرج بالصبر عبادة».

  فقوله: انتظار الفرج بالصبر عبادة، لفظ الحديث.

  وقول الصاحب بن عبّاد:

  قال لي إن رقيبي ... سيء الخلق فداره

  قلت دعني «وجهك ... الجنة حفت بالمكاره»

  اقتبسه من الحديث حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، والاقتباس ضربان:

  (أ) ما لا ينقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الأصلي الى معنى آخر، كما تقدم من الأمثلة.

  (ب) ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي، كقول ابن الرومي:


(١) أما اذا قال في أثناء الكلام: قال الله تعالى كذا، أو: قال النبي # كذا، فلا يسمى اقتباسا.

(٢) سورة الانسان الآية ٢٠.