[إظهار البيعة في المدينة، وبداية المواجهة المسلحة]
[إظهار البيعة في المدينة، وبداية المواجهة المسلحة]
  فانطلقوا بعدما أذن المؤذن الصبح حتى دخلوا المسجد ثم نادوا: «أحدٌ أحد(١) وذلك كان شعارهم؛ ومضى الحسين بن علي بمن معه حتى جاوزوا دار الإمارة وأصْلَتُوا سيوفهم، وصعدَ عبدالله بن الأفطس إلى المنارة التي عند رأس النبي صلى الله عليه وآله عند موضع الجنائز، وقال للمؤذن: أذّن، وقلْ في أذانك» حي على خير العمل(٢) فتَمنَّع، فلما رأى السيف مُصْلتاً أذّن برعب، وسمعها العُمري فاقتحم دار عمر بن الخطاب، ثم خرج في زقاق عاصم حتى نفذ منه هارباً، ولم يُطلب(٣).
(١) كانت هذه الكلمات شعار الإمام النفس الزكية عند خروجه، وشعار أخيه الإمام إبراهيم. انظر المقاتل (ط ٢/ ٢٤٣ ٢٥٠ - ٣٠٠ - ٣٧٥)، والطبري (٢٣٧/ ٣)، والحدائق الوردية (١/ ١٧٤، ١٧٨).
(٢) التأذين «بحي على خير العمل» سنة قبل أن يكون شعاراً للزيدية وسائر فرق الشيعة، ولم تصر شعاراً إلا بعد أن رُوي عن علماء بعض الفرق: أن الأذان بحي على خير العمل بدعة، على أنها كانت ثابتة في عهد رسول الله ÷، وعهد أبي بكر، وشطر من عهد عمر بن الخطاب «ستة أشهر»، ويكفي بآل البيت إجماعاً وحجة، قال صاحب «منظومة الهدي النبوي»:
و منهما حي على خير العمل ... قال به آل النبي عن كمل
انظر: أدلة المثبتين والمتمسكين بذلك. الإعتصام ١\ ٢٧٦ - ٣٢٠، كتاب الأذان بحي على خير العمل لمحمد بن علي العلوي تحقيق السيد/ يحيى عبد الكريم الفضيل، ورسالتان في أدلة الإرسال والأذان بحي على خير العمل للسيد علي عبد الكريم الفضيل، المنهج الأقوم لمولانا وحجة عصرنا الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.
(٣) ورد في الإفادة (٩٤)، والشافي ١/ ٢١٤، والحدائق ١/ ١٧٨: أن الإمام يحيى بن عبدالله =