[عرض امان]
  عندنا، ممن أرجو أن يكون ممن وفي الله بما اشترى منه، فما تنتظرون عباد الله بجهاد من قد أقبل إلى ذُرِّية نبيهم ليسبوا ذَرَارِيهم ويجتاحوا بقيتهم؟.
  ثم قال: اللهم احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين(١).
[عرض امان]
  قال فبرز للقتال، ووجَّه إليه موسى بن عيسى وإلى جميع أصحابه يعرض عليهم الأمان.
  فقال الحسين: وأيُّ أمان لكم يافجرة؟، المغرور من غررتموه بأمانكم، وكيف لا وأنتم تغرّونه عن دينه بحياة يسيرة تطمعونه فيها، فإذا ركنَ إليها قتلتموه، أليس من وصية آبائكم زعمتم قَتْل كل متَّهم، ومن سأل الأمان عند الظفر به(٢)؟.
  فخرج إليه جميع من حضر من بني العباس ومواليهم والجند ونقضوا إحْرامهم ثم لبسوا الأقبية، وبعثوا إليه بأمانه؛ وبذلوا له مالاً فأبى إلاّ قتالهم، أو الرجوع عمَّا هم عليه من الإثم والعدوان ومعاونة الظالمين.
  قال: فشدوا عليه عندما يئسوا من خديعته بأمانهم، وحملوا عليه وعلى أصحابه حملةً
(١) ويشير هذا الكلام إلى الحديث النبوي: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كّبه الله على منخريه في نار جهنم» الشافي (٣/ ٦٧).
(٢) ظاهرة تفشت في العهدين الأموي والعباسي، وللعباسيين الحظ الأوفر من هذه الظاهره، وهي «القتل بالتهمة» مما أدى إلى قتل المخلصين من دعاتهم، وقد أرسل ولاة العباسيين لصاحب الدعوة خراسان أن أقتل على التهمة من بلغ خمسة أشبار، واقتل من قدرت عليه من نطق بالعربية»، وخير دليل قتل واغتيال أبي مسلم الخراساني، وسليمان بن كثير صاحب الدعوة بخرسان، وابن هبيرة، وأبي سلمة الخلال الذي وطّد الملك والمسمى بوزير آل محمد، الشافي ١/ ١٩٣، ناهيك عن الإغتيالات في الأسرة العباسية نفسها، كاغتيال الدوانيقي لعمه عبدالله بن علي، انظر ذلك.