[الحسين بن علي]
  قالوا: فأمر موسى - لعنه الله - بالمناشير فأُحْضرت، ثم أقام على كل عضو منه نشاراً، فنشروا وجهه صفيحة واحدة؛ ثم نشروا عضواً عضواً حتى أتوا على جميع بدنه.
  قالوا جميعاً: فما تأوّه ~ ولا تحرّك حتى جرّدوا عظامه عن لحمه، وفرقوا بين جميع أعضائه.
  فقال له الملعون موسى: كيف رأيت يابن الفاعلة؟
  قال له القاسم: يا مسكين لو رأيت ما أرى من الذي أكرمني الله به في دار المقامة، وما أعدَّ لك من العذاب في دار الهوان لرأيت حسرةً دائمة، وتبَّينت النقمة العاجلة، وخرجت نفس القاسم مع آخر كلامه.
[الحسين بن علي]
  ثم قال موسى للحسن بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: لأقتلنَّك قتلةً ما سبقني إليها أحدٌ.
  قال: اختر؛ فشرّهما لك.
  فأمر ببيت له بابان فمُلئ تبناً، وأدخله ذلك البيت؛ ودخّن عليه من أحد بابي البيت، ثم سدّ عليه الأبواب، وتركه ثلاثة أيام، ثم طُلِبَ في اليوم الثالث فوُجد حياً، لم يرزأه ذلك كثير رزء، فأنكر موسى ذلك، وقال: لأقتلنك قتلةً يبطل معها سحرك، فشغلته الأكلة، وعاجله الله بالنقمة، وحُبس الحسن مع خاله موسى بن عبدالله ثم أُطْلِقَ وعاش بعد ذلك أربعين سنة، إلا أنَّه ذهب بصره، فكان يقال له: حسن المكفوف، كان ينزل ينبع، وكان أعلم أهل زمانه؛ ولم يبق للحسن بن الحسن بن الحسن نسل إلا من ولده.