[بداية تنقلات الإمام يحيى بن عبد الله #]
[بداية تنقلات الإمام يحيى بن عبد الله #]
  ففرّ يحيى إلى اليمن، فطُلب في اليمن، ففرّ إلى بلاد الجزيرة؛ ثم إلى بلاد أرمينية والطلب يتبعه من بلد إلى بلد حتى ألجأه إلى أن دخل بغداد.
[خروجه من بغداد]
  قال الحسن بن إبراهيم بن يونس عن أبيه عن فليت بن سليمان، قال: لما اشتد الطلب بيحيى ألجاه الطلب إلى أن دخل بغداد، فاتصل خبره بهارون؛ فوضع المراصد علي بغداد ومنعَ من الدخول إليها والخروج منها، وأمر أصحاب الأرباع والمسالح والحراس أن يأتوا بكل غريب من كل دْرَب وكل خان وسوق.
  فرجع صاحب الدار التي فيها يحيى فأخبره الخير، واغتمّ لذلك وخاف أن يُهْجم عليه.
  فقال له يحيى: امض فاشتر لي بغلين فارهين.
  قال: فدخل السوق واشترى بغلين فارهين، فلما أتاه بهما حذَّفهما على هيئة بغال البريد، فلما مضى من الليل ثلثاه خرج فركب وركب صاحبه، ودفع خريطة قد هيأها من النهار إلى صاحبه، وأمره أن ينعر ويصيح كأنه فرانق بين يديه، ففعل صاحبه ذلك، فجعل لا يمرّ بدرب ولا سريحة إلا فتحت بين يديه حتى خرجا عن بغداد.
  فلما أتوا موضع سكّة البريد نزل وأدخلوا البغلين بعض الأنهار وقيّدوهما وتركوهما، ومضيا.
  قال: ومر يحيى وقد لبس خلقاناً وتعمّم بعمامة خَلِقة كأنه أعرابي، فمنعه صاحب المسلحة أن يجوز.
  فقال له يحيى: ويحك ليس مثلي يُمنع! إنما يمنع رجل عليه شارة الدنيا.