[رسله #]
[أخبار يحيى بن عبد الله]
[بيعته]
  قال المدائني: فلمَّا قُتِلَ من قُتِل منهم وعُذِّبَ من عُذِّبَ، نُودِيَ فيهم بالأمان، قال: فقال يحيى #: وأيُّ أمان لكم يا فسقة؟ وكاتب يحيى الناس وَلَقِيِه العلماء من أهل الأمصار، فأجابه خلق كثير.
  وقد أخبرني هارون بن موسى، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الكناني، قال: لمَّا انصرف يحيى وإدريس من أرض الحبشة، كاتبَ الناس وواعدهم الموسم بمنى في شعب الحضارمة.
  قال: فوافاه سبعون رجلاً من خيار أهل الأرض في ذلك الزمان، قال: وكان فيهم جماعة من أهل مكة.
  قال هارون: وكأنَّه أومى إلى أنْ يكون فيهم ولم يصرّح بذلك، قال: فشاورهم فأشاروا عليه؛ واتفق رأيهم على أن يوجّه في أمصار المسلمين، ويَستنْصِرهَمُ على جهادهم فإنه ما من أعمال البِرِّ شيءٌ يعدل عند الله جهادهم، ولا أفْضَل مِنْ نصرتِهم عليهم.
  قال: فاستخار الله، وكاتب أهل الآفاق وَوَجَّه إليهم الرسل.
[رسله #]
  فوجّه إلى العراق ثلاثة، وإلى أهل المغرب ثلاثة، ومعهم أخوه إدريس، وقال له: يا أخي إن لنا راية في المغرب تقبل في آخر الزمان فيظهر الله الحق على أيدي أهلها، فعسي أن تكون أنت أو رجل من ولدك.