[موسى بن عبد الله، القاسم بن محمد]
  ثم خرج يحيى وإدريس من الحبشة فقدما فرع المسور(١) ليلاً، فأقاما به زمناً يتشاوران إلى أين يخرجان، وأي بلد تحملهم وتخفيهم وتشملهم من الخوف، مثلما كان قد عزب عنهم وتناهى إليهم من خبر علي بن إبراهيم، وإبراهيم بن إسماعيل، والقاسم بن محمد بن عبد الله بن حسن، وموسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن.
[موسى بن عبد الله، القاسم بن محمد]
  وكان أمرهم كما أخبرني محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى عن أبيه، قال: لما كان من أمر الحسين ~ بفخ ما كان، أحضر موسى الهادي موسى بن عبد الله بن الحسن، والقاسم بن محمد بن عبد الله، فقال للقاسم: والله لأقتلنّك يابن الفاعلة قتلة ما قتلها أحد قبلي أحداً قبلك.
  قال له القاسم: - الفاعلة هي: الصَّناجة(٢) التي اشتريت بأموال المسلمين، إياي تهدد بالقتل الذي لم يسبقك إليه ظالم؟. فلأ صبرنَّ لك صبراً ما صبره أحدٌ قبلي طلباً لمرضات الله وجميل ثوابه.
(١) فرع المسور: من أودية الأشعر قرب سويقة بني حسن، وهي منسوبة للمسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
(٢) الصناجة: الصنج صحيفة مدورة من النحاس الأصفر تضرب على أخرى مثلها، وهي آلة للطرب. المنجد ٤٣٦.