[أسباب سخط هارون على يحيى #]
  فلما خرج يحيى # ورد الخبر على جعفر بن يحيى بن خالد وكان على البريد فدخل على الرشيد مسرعاً فأخبره بخروج يحيى بن عبدالله في الأمان؛ فأمر له الرشيد بمال جزيل.
  وورد الفضل بن يحيى ومعه يحيى بن عبدالله مدينة السلام، فلقيه الرشيد بكل ما أحبّ وأكرمه وألطفه وأنزله منزلاً سرياً، وأجرى له أرزاقاً سَنّيةً، وبلغ بالفضل الغاية في الإكرام والبر، وأمر بني هاشم والقوّاد بتعظيمه وتبجيله(١).
  قال: وأمر ليحيى بن عبدالله بأربعمائة ألف دينار، وأمر له يحيى بن خالد بمثلها.
[أسباب سخط هارون على يحيى #]
· [السبب الأول]
  قال محمد بن القاسم #: كان سبب سخط هارون على يحيى، أنه لما أمر له بأربعمائة ألف دينار، وأمر له يحيى بن خالد بن برمك بمثلها، صار إلى منزله بأثيب - ناحية سويقة - من أرض الحجاز، فوصل كل من كان له به نسب أو خؤولة أو محبة من العرب وغيرهم حتى أغناهم، فكثر إختلاف الناس إليه وتعظيمهم له.
(١) أنشد شاعر العباسية «مروان بن حفص» في وصول الإمام يحيى إلى بغداد:
وقالوا الطالقان يجن كنز ... سيأتينا به الدهر المديل
فأقبل مكذباً لهم بيحيى ... وكنز الطالقان له زميل
ومضمون معنى البيتين ما ترويه الشيعة في تلك البلاد: (إن بالطالقان كنزاً من ولد فاطمة يملأ به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)، الشافي ٢٣٤، يتيمة الدهر للثعالبي (٣/ ٢٣٧)، المقاتل (٣٩٤/ ٢).