[الرواية أخرى]
  - هذا حين لقيناهم - وهو على حمار إدريس والناس منصتون له، فقال:
  «يا أهل القرآن، والله إنَّ خصلتين أدناهما الجنة لشريفتان، وإن يبقيكم الله ويظفركم لنعملَنَّ بكتاب الله وسنة نبيه، ولنُشبعنَّ الأرملةَ، وليعيشنَّ اليتيم، ولَنُعِزنَّ من أعزّه كتاب الله وأولياؤه، ولنُذلنَّ من أذّله الحق، والحكم من أعدائه، وإن تكن الخصلة الأخرى فأنتم تبعاً لسلفكم الصالح؛ تَقْدُمُونَ عليهم وأنتم داعون إليهم؛ رسول الله، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، وزيد بن علي، ويحيى بن زيد، وعبدالله بن الحسن، ومحمد وإبراهيم ابنا عبدالله، فمن أي الخصلتين تجزعون؟، فوالله لو لم أجد غيري لحاكمتهم إلى الله حتى ألحقَ بسلفي».
[الرواية أخرى]
  وقد حدثني أيضاً: أحمد بن حمزة الرازي، قال: حدّثنا أحمد بن رشيد؛ عن سعيد بن خثيم الهلالي، قال: كنت مع الحسين ~ فاجتمعنا إليه قبل اللقاء، فقام فينا خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
  «أما بعد: يا إخوتي ويا إخواني وشيعةَ جدي وشيعة أبي، ومحبّي جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد تبين لكم ظلم هؤلاء القوم وفسقهم وفجورهم وعداوتهم لله ولرسوله، وسيرتهم في أمة محمد، وارتكابهم المحارم، وتعطيلهم الحدود، وشربهم الخمور، وارتكابهم الشرور، وهتكهم الستور، واستئثارهم بالفيء، وأمرهم بالمنكر؛ ونهيهم عن المعروف؛ دعاهم الشيطان فأجابوه، واستصرخهم فاتبعوه، يسيرون فيكم بسيرة القياصرة والأكاسرة، يقتلون خياركم، ويستذلّون فقهاءكم، يقضون بالهوى، ويحكمون بالرشا،