[قصيدة للنمري]
[قصيدة للنمري]
  قال: وفي يحيى بن عبد الله يقول منصور النَّمري(١) في قصيدة يمدح بها هارون: [من الوافر]
  مَنَنتَ على ابن عبد الله يحيى ... وكان من الحتوف على شَفيرِ
(١) منصور بن سلمة بن الزبرقان النمري، أحد الشعراء الذين أخفوا ولاءهم لأهل البيت خشية العنت والتعنيف، فكان رغم مدحه ينافق هارون في شعره، ويريه أنه من وجوه شيعته وباطنه ومراده بذلك أمير المؤمنين علي #، مثل قوله:
آل الرسول خيار الناس كلهم ... وخير آل رسول الله هارون
رضيت حكمك لا أبغي به بدلاً ... لأن حكمك بالتوفيق مقرون
وذلك لقول النبي الكريم: «أنت مني منزلة هارون من موسى»، وما زال هذا دأبه حتي وشي به الشاعر العتابي إلى هارون الرشيد إذْ أنشده قصيدة النمري التي يقول فيها:
شاء من الناس رائعٌ هامل ... يعللون النفوس بالباطل
تقتل ذرية النبي ويرجو ... ن خلود الجنان للقاتل
ما الشك عندي في كفرقاتله ... لكنني قد أشك في الخاذل
فامتعض الرشيد، وأنفذ من يقتله، فوجده في الروايات ميتاً، وأخرى عليلاً لما به، فسئل الرسول ألا يأثم به وأن ينتظر موته ففعل ولم يبرح حتى توفي.
وأخرى أنه وصل رسول هارون إلى بلدته رأس العين في الجزيرة في اليوم الذي مات فيه النمري وقد دفن ١٩٠ هـ، فقال الرشيد: هممت أن أنبشه ثم أحرقه، انظر أمالي المرتضي ٢/ ٢٧٦، الشافي ١/ ٤٦.