[الرواية موته ونقض الأمان]
  فقال: فعل الله بك غَشَشْتني، فحلفتُ أني ما فعلت، قال: فاذهب ففتشه، فجئته فامتنع فاستعنتُ عليه، فإذا تحتَ باطن قدمه شَكْوةٌ فيها سمن فنزعناها، وخرجتُ وسددتُ عليه، ثم أخبرتُ هارون، وتركته أياماً، ثم جئته أنظر ما حاله، فإذا هو ميّت في محرابه، فأخبرت هارون، فذكر نحو القصة التي ذكرناها آنفاً.
[الرواية موته ونقض الأمان]
  وأما هارون الوشاء، فقال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الكناني، قال: جمع هارون الفقهاء فكان فيمن أُحضر محمد بن الحسن(١)، والحسن بن زياد، قال: وكنت فيمن حضر، وأُحضرمن القرشيين جماعة من ولد أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبوالبختري، وأُحْضر أمان يحيى، فدفع هارون الأمان إلى محمد بن الحسن، ويحيى في الحديد حاضر.
  فقال: يا محمد أنظر في هذا الأمان، هل هو صحيح؟، أو هل في نقضه حيلة؟.
  فقرأه ثم قام قائماً، فقال: يا أمير المؤمنين أمان صحيح، ما رأيت أماناً قط أصح منه، ولا ظننتُ أنَّه بقي في الدنيا أحدٌ يحسن أن يكتب مثل هذا، ولو كلّفتُ أنْ أكتب مثله ما أحسنت.
  قال: فغضب هارون حتى انتفخت أوداجُه وتقطّعت أزراره، وأخذ دواة بين يديه فضربَ بها رأسَ محمد فشجَّه، فذكر القصة.
(١) هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء، صاحب أبو حنيفة وملازمه، ولد بواسط سنة ١٣١ هـ، ونشأ بالكوفة، فتفقه على أبي حنيفة حتى صار من كبار أصحابه، هامش التحف ٨١.