[حبس يحيى # ومحاولة الإخبار عن اصحابه، وموته]
  السبعين الذين أعطاهم الأمان إن أراد الوفاء لهم، وإنْ لم يرد الوفاء لهم فكيف أخبره بأسمائهم وأدلّه على مواضعهم؟. إذنْ أكون شريكه في دمائهم.
  فراجعناه في ذلك فقال: لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم، فليعمل ما بدا له أن يعمل.
  قال: وَرُدَّ يحيى # إلى الحبس وخرجنا، فلما كان من الغد دُعِينا وأُحضر يحيى، فقال لنا الرشيد: كلّموه لعله يخبرنا بأصحابه؛ فكلّمناه فأومى إلى لسانه، فأخرج لسانه أصفر قد سُمَّ، فحلف الرشيد أنه ما أمر في أمره بشيء وهو يوهمكم أني قد سقيته السُّم، فعليه وعليه إنْ كان من ذلك شيء.
  فلما أخرج لسانه قال هارون: ويلك يا مسرور ما هذا؟
  قال: أنا سقيته لما رادَّك يا أميرالمؤمنين، فخرجنا ولم نعلم له خبراً بعد ذلك.
[حبس يحيى # ومحاولة الإخبار عن اصحابه، وموته]
  وقد أخبرني موسى بن عبد الله عن بعض أهله، قال: إنَّ رجلين من أفضل أهل زمانهما؛ وأفضل أهل عصرهما؛ أحدهما من ولد الحسن؛ والأخر من ولد الحسين، لا يوقف على مَوْتهما ولا على قتلهما كيف كان: *موسى بن جعفر، * ويحيى بن عبد الله.
  قال المدائني عمّن أخبره: قال دفع هارون يحيى إلى خادم يقال له: أسلم - أبو المهاصر - فحبسه عنده.
  قال: وكان الرشيد يركب حماراً ويدور في القصر فيسأل أسْلمَ عن خبره فيخبره، فقال له يوماً: إنه يَطْبخ قِدراً في كل يوم بيده، ووصف له صفتها، فقال الرشيد: هذه قِدْرنا مدينّية، فاذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين أطعِمْنا من قدرك.
  قال: فأتاه، فقال له، فأخذ قصعة له من خشب فغسل داخلها وخارجها ثم غرف