أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[بث الرشيد العيون لطلب يحيى #]

صفحة 53 - الجزء 1

  مَسَّتْهُمُ البأساء والضراءُ، ونالهم المكروه واللأوَاء؛ والشدة والأذى، وامتُحِنُوا بعظيم المحن والبلوى؛ فصبروا لله على ما امتحنهم به، وأخلصوا لله ما أرادوا منه، فجازاهم الله على ما أسلفوا، وكافأهم بجميل ما اكتسبوا، وأحبهم لعظيم م اصبروا، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ١٤٦}⁣[آل عمران: ١٤٦].

  رزقنا الله وإياك تراحم الأبرار، وتواصل الأخيار الذين لهم عقبى الدار، وفتح لنا ولك أبواب الحكمة، وعصمنا وإياك بحبل العصمة، وشملنا بجميل النعمة، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

[بث الرشيد العيون لطلب يحيى #]

  فوجَّه في جميع الأمصار ثلاثةً ثلاثة، واتصل خبرهم بهارون؛ فبث في طلبهم العيون والجواسيس؛ ووضع المراصد، ووجَّه بصفته إلى جميع العمّال في جميع الآفاق، فكان لا يشار إلى أحدٍ أنَّه ذكره أو عرفه إلا عذّبه ليأخذ خبره.

[رواية أخرى]

  قال أبو زيد: قال المدائني: فلمَّا اتفق رأي يحيى على أن يبعث دعاته إلى الآفاق وجَّه آخاه إدريس مع رجلين نحو المغرب، يقال لأحدهما: إسحاق⁣(⁣١) بن راشد، وذكر الآخر، قال: وأقام يحيى بفرع المسور جمعة يوصي أخاه إدريس بن عبدالله، ووجه معه كليب بن سليمان⁣(⁣٢) إلى مصر برسالة إلى رجل من الشيعة يُعْرف: بأبي محمد من الحضارمة، وكتب إليه إبراهيم بن أبي يحيى بالرسالة التي قد ذكرتها.


(١) تذكر المصادر أن اسمه (راشد)، انظر المقاتل ط ٢ - ٤٠٧.

(٢) تفيد بعض المصادر وبعض النسخ (فليت بن سليمان).