[ظهور يحيى # بالديلم وذكر بعض من بايعه]
  الديلم، لأن بلدي جبل بين سهول طبرستان ومن وراء ذلك جبال (دنباوند(١)) فمتي نزلت العساكر بها وحاصروني لم آمن أن يظفروا ببغيتهم ويجدوا من أهل بيتي من يدّلهم على عورتي فلا آمن من الفضيحة، ولكني أسير معكم إلى جستان ملك الديلم وأسأله أن يؤويه فأرجوا أن لا يمتنع علينا، وجبالي متصلة بجباله؛ فنكون جميعاً يداً على منعه.
  فصاروا إلى جستان فأنعم لهم وأظهر سروراً واستبشاراً، فهذا سبب دخول يحيى # بلد الديلم(٢).
[ظهور يحيى # بالديلم وذكر بعض من بايعه]
  حدثني أبو زيد عن المدائني، قال: لما ظهر يحيى بن عبد الله عليه الصلاة والسلام أيام الرشيد بالديلم، وعلا صوته في الآفاق، وكثر الدعاة إليه وأجابه الناس، وسارع إليه كل من له رغبه في الدين وأهل النيات من المسلمين، وكان له سبعون رجلاً من علماء زمانه دعاة إليه وإلى نصرته؛ يتفرقون القرى يدعون إلى حكم الكتاب، ونصرة الدين، ودفع الجوْر، ومنع الظالمين، وإظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منهم(٣):
  محمد بن إدريس الشافعي، ومحمد بن عامر، ومخول بن إبراهيم؛ فقيه أيضاً.
  وحسن بن الحسين، وإبراهيم بن إسحاق، وسليمان بن جرير، وعبد العزيز بن يحيى
(١) دنباوند: جبل بنواحي الري. معجم البلدان (٢ - ٥٧٥).
(٢) سئل الإمام يحيى بن عبد الله عن سبب لجوئه ودخوله الديلم؟ فقال: «إن للديلم معنا خرجه فطمعت أن تكون معي»، والتحقيق بما أنبأ به من خروج الديلم مع إمام حق من آل البيت كانت هذه الخرجة مع الإمام الناصر الأطروش الداعي سنة ٢٨٢ بالجيل والديلم. الشافي ١/ ٣٠٩
(٣) قارن بين الحدائق الوردية، والمصابيح، والمقاتل، والإفادة في ذكر من بايعه من العلماء.