أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[علي بن إبراهيم]

صفحة 44 - الجزء 1

[جرحى موقعة فخ]

  وكان ممن ارتْثّ من قتلى فخ، يحيى وإدريس ابنا عبد الله، وإبراهيم بن إسماعيل - والد الإمام القاسم بن إبراهيم - يُعرف بطباطبا - وعبد الله بن الحسن الأفطس، جرحى ما فيهم حراك، فاستدر كهم رجل من خزاعة من أهل اليساز كان سيّد قومه.

  ويقال: بل تحركواّ وتعارفوا بالليل، فجزعوا في الجبل حتى صاروا إلى هذا الخزاعي، فآواهم عنده زماناً حتى صلحوا من جراحاتهم وبرؤوا من كلمهم وسكن عنهم ألمُ ذلك، وكفّ الطلب، وعميت أخبارهم على كل من وُكِّلَ باتباعهم.

  ثم أجمع رأيهم على الخروج إلى الحبشة إلى أنْ يجعل الله لهم من أمرهم مخرجاً، فركبوا البحر جائزين إلى بلاد الحبشة في مركب للخزاعي، ووجَّه معهم غلمانه حتى عبروا بهم من معتك إلى عيذاب⁣(⁣١).

[علي بن إبراهيم⁣(⁣٢)]

  واستفضع علي بن إبراهيم ركوب البحر واشمأزّ منه فسألهم رده، فراوده⁣(⁣٣) القوم


(١) معتك: على ساحل عسفان، ومنها العيون إلى عيذاب، عيذاب: على ساحل البحر الأحمر في الشاطئ الإفريقي منياء للحاج، معجم البلدان ٤/ ١٧١.

(٢) علي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: هوأخ إسماعيل بن إبراهيم الآتي الذكر، وكان لأبيهم من الولد كما أفاد السيد /علي عبد الكريم الفضيل في كتابه الأغصان نقلاً عن مشجر أبي علامة: أنه له (إسماعيل - إبراهيم - إسحاق - يعقوب - محمد - علي)، ولم تفد المصادر عن علي بن إبراهيم بالكثير من الأخبار، ونرى الرازي وَعَد بذكر قصته في موضع من هذا الكتاب، ولكنه لم يذكر عنه شيئاً، الأغصان ٢٤٨.

(٣) في بعض النسخ: «فردوه».