أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[الحيلة بجستان لأخذ يحيى #]

صفحة 84 - الجزء 1

  وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٥٥}⁣[النور: ٥٥]. وهو الذي يقول {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥}⁣[القصص: ٥].

[الحيلة بجستان لأخذ يحيى #]

  قال قال المدائني: فلما ورد جواب يحيى صلى الله عليه ضاق ذرع هارون وعظم عليه أمره، وساء ظنه، وخاف أن تكون قد انقضت مدتهم، فشاور أهل الرأي من الوزراء والعمّال والقوّاد والقضاة وغيرهم.

  فقال أبو البختري⁣(⁣١): لايغمّك الله يا أمير المؤمنين، عليَّ أن أحتال بجستان حتى يسلّمه إليك.

  فقال له هارون: ويلك كيف تعمل؟

  قال: أسير إلى جستان بجمع من وجوه أهل: دسينا، وقزوين، وزنحان، وأبهر، والري، وهمذان، وجميع علمائها فيشهدوا عنده بأني قاضي القضاة، فأشهد عنده أن يحيى عبدٌ لك.

  فقال سليمان بن فليح: - وكان على ديوان الخراج - وأنا أسير معه يا أمير المؤمنين، فيشهدون عنده أني صاحب ديوان خراج الأرض، ثم أشهد عنده أنه عبد لك.

  قال أبو البختري: ويأمرنا أميرالمؤمنين بمن لم يشهد لنا ومعنا فنضرب عنقه ونصطفي


(١) أبو البختري: اسمه وهب بن وهب بن كبيرالقرشي أحد علماء السلاطين، له مواقف مخزية وهو متهم بوضع الحديث توفي (٢٠٠ هـ).