أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نسخة الأمان الذي طلبه يحيى # من الرشيد]

صفحة 92 - الجزء 1

  وكان يقتل بالظنة والتهمة، فلو ذكر يحيى من هذا شيئاً لقُتلوا عن آخرهم وهذا مشهور عنهم.

  وكان يحيى ~ عظيم الحلم طويل السكوت شديد الإجتهاد.

  فلمَّا شهدوا، قال جستان: بقى لك علّة تعتل بها بعد شهادة هولاء؟.

  قال يحيى: قد تبين لك ببكائهم وترددهم أنهم مكرهون، فإذا أبيت إلاغَدْراً فأنظرني آخذ لي ولأصحابي الأمان على نسخة أنشؤها أنا وأوجهها إلى هارون حتى يكتب إقراره بذلك بخطه، ويجمع الفقهاء والمعدّلين وبني هاشم فيشهدون عليه بذلك.

  فكتب جستان إلى الفضل بذلك، وكتب الفضل بن يحيى به إلى الرشيد، فامتلأ سروراً وفرحا، وعَظُم موقع ذلك منه، وكتب النسخة على ما وجّه بها يحيى بخطه، وأشهد على ذلك الفقهاء والأشراف منهم:

  عبدالصمد بن علي، والعباس بن محمد، وإبراهيم بن محمد، وموسى بن عيسي. ووجه إليه بالجوائز والألطاف وألف ألف درهم.

[نسخة الأمان الذي طلبه يحيى # من الرشيد]

  

  هذا كتابُ أمان من أمير المؤمنين - هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب - ليحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، ولسبعين رجلاً من أصحابه:

  أني أَمَّنتك يا يحيى بن عبدالله وسبعين رجلاً من أصحابك بأمان الله الذي لا إله إلا هو، الذي يعلم من سرائر العباد مايعلم من علانيتهم؛ أماناً صحيحاً جائزاً صادقاً، ظاهره كباطنه، وباطنه كظاهره، لا يشوبه غل، ولا يخالطه غش يبطله بوجه من