أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[ثورة الكلبي، ودعوته لإدريس]

صفحة 64 - الجزء 1

  إنا قد رضينا بعبدالله بن الجارود.

[ثورة الكلبي، ودعوته لإدريس]

  وثار مالك بن المنذر الكلبي على عبد الله بن الجارود فقتلوا محمد بن عبد الله بن الجارود، ودعوا إلى إدريس بن عبد الله، وكان محمد بن عبد الله بن الجارود على تونس؛ فلحق أصحابه بالقيروان وجلوا عن تونس، فلما صاروا إلى عبد الله بن الجارود أخرج الفضل بن روح فضرب عنقه سنة ثمان وسبعين ومائة، ثم زحف إلى مالك بن المنذر الكلبي فالتقوا، فقُتل بينهم عالم كثير، وقُتل مالك بن المنذر وانهزم أصحابه.

  فلما اتصل خبره بهارون الرشيد وجّه يقطين بن موسى صاحب الدولة، والمهلب بن رافع ليجيبوا عبد الله بن الجارود إلى كل ما سأل، ويتضمنوا له جميع ما أحبّ، ووجّه إليه بأموال كثيرة وجوائز وخلع.

  فلما بلغ عبدالله خبرهم وما جاءوا له كتبَ إلى عامله بطرابلس أن يحبسهم قبله ولا يخليهم حتى يرى رأيه، فَحُبِسُوا بها مدّة، ثم استعمل عبدالله على طرابلس: طالب بن غضين التميمي، وأمره أن ينفذ إليه رسل هارون، فلما قدموا عليه أكرمهم وقبض م امعهم من الأموال وردّهم إلى هارون فاعلموه أنه في الطاعة، وسألهم أن يستوهبوا له من هارون ما كانت من جبايته⁣(⁣١)؛ ففعل تلك له هارون ووجّه إليه برزق الأبناء والجند ثلاث سنين، وأعطى هارون يقطين كل ما سأله، وأخبر يقطين أنه لا يضبط الأبناء على بابه إلا أرجل رجلٍ على بابه؛ وأخبره بخبر إدريس، وقال: لا آمن أن يميل عبدالله بن الجارود إلى إدريس فلا يرده عن مصر راد، فراع هارون ذلك.


(١) في بعض النسخ: جنايته.