أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[توجه الحسين بمن معه إلى مكة]

صفحة 34 - الجزء 1

  وأقام العمري مع ذلك الجمع ومن انضم إليه ثلاثة أيام يحاربون الحسين بن علي ومن معه، ومع العمري: الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن وجماعة ممن تثاقل عن الحسين.

  وقُتِل من أصحاب العمري جماعة؛ ومن أصحاب الحسين نفير، وغلب الحسين علي المدينة، وأخذ بيت المال، فوجد فيه ثلاثة آلاف ألف، فقسمها على الفقراء والمساكين؛ كما أخبرني أبو زيد عمر بن شبه عن المدائني، وقد بلغين: أن الهادي ارتجع بهذا المال على أهل المدينة، وأدّى ذلك لما تقرر عنده أن الحسين لم يستأثر من المال بشيء، حتى امتدح بعض شعراء المدينة العمري، واستعفاه أن يلزمه وعشيرته من غرامة المال شيئاً فأعفاه عن ذلك بشعرٍ قد ذُكر لي.

  قال أبو عبدالله: وبايع الحسين نحواً من ثلاثين ألف رجل من أهل البصائر والنيات والمشهورين بجميل الديانات وغيرهم، وواعدهم عرفات؛ وجعل الأمارة بينه وبينهم صاحب الجمل الأحمر، وكاتب أهل الأمصار فلم يتثاقل عنه ذو نهضة، إلا أن ميعاد جميعهم مكة.

[توجه الحسين بمن معه إلى مكة]

  وتوجه الحسين بمن معه من أهل بيته وأصحابه عند وقت الحج إلى مكة، واستخلف على المدينة درباس الخزاعي كما أخبرني.

  قال: وكان الحسين في أربعمائة رجل ليس معهم فرس إلا فرس يحيى بن عبدالله بن الحسن، ووجه إليه الهادي بجيوشه تترى جيشاً في إثر جيش، قال: فوجَّه محمداً وجعفراً ابني سليمان في جند البصرة، والخولي والعباس بن محمد، وموسى بن عيسي؛ في جيش كثيف، وأتبعهم بعُبَيْد بن يقطين في أصحابه، وأمدّهم بجيش آخر مع حسن الحاجب،