أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[عزم إدريس على قتال الخوارج]

صفحة 62 - الجزء 1

  دونهم؛ وكان رجلاً متواضعًا خاشعاً كثير الصلاة حسن التلاوة للقرآن في آناء الليل والنهار، فآنسهم ما رأوا منه، وألقوا إليه مقاليد أمورهم، وفرحوا به وأجمعوا عليه.

[عزم إدريس على قتال الخوارج]

  وأخبرني عيسي بن إدريس عن أبيه عن إسحاق بن راشد مولاهم قال: لما رأى إدريس رغبة من تبعه في الجهاد، ندبهم إلى قتال الخوارج؛ عبدالوهاب بن رستم؛ فإن رزقه الله الظفر سار إلى المسوّدة؛ فأجابوه إلى ذلك، وهذا بعدما أقام بطنجة سبع سنينن.

  فاتصل الخير بالفضل بن روح بن حاتم فضاق به ذرعاً، وعلم أنه لا طاقة له به إن ظفر بابن رستم، فكتب إلى هارون الرشيد بذلك، وأنه إن ظفر بابن رستم فلا طاقة له به، وإن ظفر بالقيروان فلارادّ له عن مصر؛ فلما قرأ هارون كتابه وجّه إليه بالأموال والرجال.

  ووثارعلى الفضل بن روح عبدالله بن الجارود⁣(⁣١) الربعي، فبلغ المغيرة بن بشر بن روح المهلي - عامل الفضل على تونس - ذلك، وأنه كاتب إدريس، فبعث إليه بخيل لياتوا به؛ فلما أتوه تنحّى عنهم، وأُخِذَ ابنه فأُتى به المغيره، فلما رأى عبدالله ذلك نادي بأصحابه ثم أتي تونس، فلما رآه المغيرة تحصن في داره؛ وسأله أمانه على نفسه وأهله حتى يلحق بالقيروان ويخلّي له تونس، فأجابه إلى ذلك، فخرج إلى القيروان.

  واجتمع أهل البلد وأهل خراسان والأبناء على عبدالله بن الجارود واجمعوا جميعاً على إخراج الفضل من القيروان وجميع آل المهلب، فإن رضي هارون بذلك وإلا دعوا إلى


(١) عبدالله الجارود الربعي، ثار بتونس على ولاتها من آل المهلب وتوفي في طريقه إلى المشرق سنة ١٧٩ هـ. تاريخ الطبري ٨ - ٢٥٦