أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[إبراهيم بن إسماعيل]

صفحة 45 - الجزء 1

  إشفاقاً عليه وراجعوه ضنىً به، فامتنع من ركوبه واستعظم هوْله، فألقوه في بعض مناهل الحجاز، فأسرَّنفسه وصار إلى الحجاز⁣(⁣١)، فتباشر به أهلها لأنَّه كان وأصحابه عندهم في عداد من قُتِل.

  فلم يخف مكانه؛ فوُشيَ به إلى خليفة للعمري كان بالحجاز؛ فأنهى ذلك إلى العمري، فهجم عليه، وأخذَه وحُمِلَ إلى العراق، فطُرح في المطبق⁣(⁣٢) فأقام سنين، ولخروجه قصة سنذكر سببها في موضعها إن شاء الله تعالى.

  فلمَّا صار يحيى وأصحابه إلى ملك الحبشة، أعظمهم وأكبرأمرهم وأجزل جوائزهم، فأقاموا عنده خير إقامة في أكرم منزلة، فكان أول من رجع منهم:

[إبراهيم بن إسماعيل]

  إبراهيم بن إسماعيل طباطبا، وقد وُلد له أكابر ولده بها، فصار إلى المدينة فأقام بها متخفياً حبيساً، وولد له بقية ولده في اختفائه بها، ثم نزع إلى الكوفة يريد البصرة ومعه زوجته المحمدية - من ولد محمد بن الحنفية - وكان رجل من أهل الكوفة يخفُّ لهم في حوائجهم فلا يأتي بها موافقة، ويظهر فيها خيانته، فاستراحوا منه إلى غيره واستعْفوه من نفسه، فوشي بهم إلى عامل الكوفة، فأُخِذَ إبراهيم وطُرِحَ في المطبق، وفرَّ الرجل الذي وَشَى بهم من الكوفة؛ فتبعه فتَيَان من أهلها حتى قتلاه بناحية الجبل، ولإبراهيم قصة سأذكرها إنشاء الله تعالى.


(١) في بعض النسخ: «الجار».

(٢) المطبق: تذكره المصادر بمحبس الهاشمية، وهو حبس بناه أبو جعفر المنصور خاصاً للعترة الطاهرة، حبس فيه من بني الحسن ثلاثة عشر رجلاَ، منهم: أبو الأئمة الكامل عبد الله بن الحسن بن الحسن، ولا يعرفون ليلاً من نهار، ولا يعرفون أوقات الصلاة إلا براتب اليوم والليل الذي كان يؤديه علي بن الحسن بن الحسن والد الإمام الحسين الفخي قبل دخوله السجن.

ويذكر مولانا الإمام الحجة/ مجد الدين المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف بأن موضع السجن في قصر ابن هبيرة، وكان في شرقي الكوفة مما يلي بغداد (التحف شرح الزلف، الشافي ١/ ٢١٤).