[قصيدة للنمري]
  وقد سَخِطَتْ لسخطتكَ المَنايا ... عليه فهي حامية النسور(١)
  ولو كافيتَ ما اجترحَتْ يداه ... دَلَفتَ له بقاصِمَة الظهورِ
  ومازالت جبالُك تَطّئيهِ ... وَتُرْهِقُه الوعُور إلى الوعورِ
  وتأخذُه عن الجنباتِ حتى ... أجابَك واسْتحالَ عن النفورِ
  بُودِّك لو أناب بنو عليّ ... فتنزلهم بمنزلة الأثيرِ
  قال: ولما نزل يحيى بعض مناهل طريق مكة وافقه فيه هارون حاجاً، كتب في قبة من قباب ذلك المتعشي:
  مُنْخَرِقُ الخُفَّيْن يَشكو الوجَا ... تَنْكُبُهُ أَطرافُ مَرْوٍ حِدَادْ
  الأبيات الثلاثة.
  قال: فقرأها هارون أو أُخْبر بها، فكتب تحتها: لك الأمان، لك الأمان، لك الأمان. ثلاثة أسفار.
  أظنه إن شاء الله بخطه على ما ذكروا. وهو حديث صحيح مسند.
  قال: فلما رجع يحيى رآه مكتوباً فكتب تحته: لا أثق بك، لا أثق بك، لا أثق بك.
  فلما خاف يحيى أن يقع في أيديهم أحبّ أن يكون في موضع منيع حتى يرجع إليه دعاته وَيُحْكِمَ أمره، فكتب إلى ملك طبرستان شروين بن فلان(٢) يسأله أن يؤويه ثلاث سنين، فقال: أنا آويه الدهركلّه، ولكنني أدلكم على موضع هوأمنع من موضعي، جستان ملك
(١) في أمالي المرتضى: حائمة.
(٢) في المصابيح: شروين بن سرخاب.