[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]
صفحة 280
- الجزء 1
  ولو كانت كل إرادة من العباد هي إرادة الله ø، للزمك أن الله - تبارك وتعالى عن قولكم - حيث قال: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}[هود: ١٠٧، البروج: ١٦]، أنه أراد الفواحش (كلها، وقتل الأنبياء، وأئمة الهدى. وإرادته - زعمت - فعله، فيلزمك أنه فاعل الفوحش)، تبارك الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا!
  وقوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، يكفينا عن قول غيره من القول، لو وجد عقولاً تقبله، وقوله: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}[الجاثية: ١٧]، فالبغي منهم والاختلاف منهم، وأنت وإخوانك المجبرة تقولون: إن جميع ذلك من الله ø خلق وإرادة وقضاء وجبر، سبحان الله! جل عن ذلك العزيز الرحيم، الذي لا يجب الفساد، ولا يظلم العباد!