مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]

صفحة 280 - الجزء 1

  ولو كانت كل إرادة من العباد هي إرادة الله ø، للزمك أن الله - تبارك وتعالى عن قولكم - حيث قال: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}⁣[هود: ١٠٧، البروج: ١٦]، أنه أراد الفواحش (كلها، وقتل الأنبياء، وأئمة الهدى. وإرادته - زعمت - فعله، فيلزمك أنه فاعل الفوحش)، تبارك الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا!

  وقوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}⁣[آل عمران]، يكفينا عن قول غيره من القول، لو وجد عقولاً تقبله، وقوله: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}⁣[الجاثية: ١٧]، فالبغي منهم والاختلاف منهم، وأنت وإخوانك المجبرة تقولون: إن جميع ذلك من الله ø خلق وإرادة وقضاء وجبر، سبحان الله! جل عن ذلك العزيز الرحيم، الذي لا يجب الفساد، ولا يظلم العباد!