[من الذي علم الناس علم النجوم والحساب]
  يحكم حساب ما في الأرض وما تحتها، وأن يعرف ذلك مثل ما قد عاين في السماء؛ لأن مجاريها تحت الأرض على غير مجاريها في السماء، فلم يكن يقدر على أحكام حسابها، ودقائقها وساعاتها إلا بمعرفة ما غاب عنه تحت الأرض منها؛ لأنه ينبغي أن يعرف أي ساعة من الليل يطلع طالعها، وكم يمكث تحت الأرض، وأي ساعة من النهار يغيب غائبها؛ لأنه لا يعاينها ولا ما طلع منها ولا ما غاب، ولابد أن يكون العالم بها واحداً، وإلا لم ينتفع بالحساب، إلا أن تزعم أن ذلك الحكيم قد دخل في ظلمات الأرضين والبحار فسار مع النجوم والشمس والقمر في مجاريها على قدر ما سار في السماء، حتى علم الغيب منها، وعلم ما تحت الأرض على قدر ما عاين منها في السماء؟
  قال: وهل رأيتني أجبتك إلى أن أحداً من أهل الأرض رقى إلى السماء وقدر على ذلك حتى أقول إنه دخل في ظلمات الأرضين والبحور.