الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[أنوار الحق تبدد ظلام الباطل]

صفحة 45 - الجزء 1

[أنوار الحق تبدد ظلام الباطل]

  قلت: فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه، وأن الناس كلهم مولودون به، وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟

  قال: أرأيت إن قلت لك إن البروج لم تزل، وهي التَّي خلقت نفسها على هذا الحساب ما الذي ترد عليَّ؟

  قلت: أسألك كيف يكون بعضها سعداً وبعضها نحساً، وبعضها مضيئاً وبعضها مظلماً، وبعضها صغيراً وبعضها كبيراً؟

  قال: كذلك أرادت أن تكون بمنزلة الناس، فإن بعضهم جميل وبعضهم قبيح، وبعهضم قصير وبعضهم طويل، وبعضهم أبيض وبعضهم أسود، وبعضهم صالح وبعضهم طالح.

  قلت: فالعجب منك أني أراودك منذ اليوم على أن تقر بصانعٍ فلم تجبني إلى ذلك حتى كان الآن أقررت بأن القردة والخنازير خلقن أنفسهن؟

  قال: لقد بهتَّني بما لم يسمع الناس مني.

  قلت: أفمنكر أنت لذلك؟

  قال: أشد الإنكار.