[أنوار الحق تبدد ظلام الباطل]
[أنوار الحق تبدد ظلام الباطل]
  قلت: فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه، وأن الناس كلهم مولودون به، وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟
  قال: أرأيت إن قلت لك إن البروج لم تزل، وهي التَّي خلقت نفسها على هذا الحساب ما الذي ترد عليَّ؟
  قلت: أسألك كيف يكون بعضها سعداً وبعضها نحساً، وبعضها مضيئاً وبعضها مظلماً، وبعضها صغيراً وبعضها كبيراً؟
  قال: كذلك أرادت أن تكون بمنزلة الناس، فإن بعضهم جميل وبعضهم قبيح، وبعهضم قصير وبعضهم طويل، وبعضهم أبيض وبعضهم أسود، وبعضهم صالح وبعضهم طالح.
  قلت: فالعجب منك أني أراودك منذ اليوم على أن تقر بصانعٍ فلم تجبني إلى ذلك حتى كان الآن أقررت بأن القردة والخنازير خلقن أنفسهن؟
  قال: لقد بهتَّني بما لم يسمع الناس مني.
  قلت: أفمنكر أنت لذلك؟
  قال: أشد الإنكار.