فصل
  وقال بعض المعتزلة يوماَ - وقد حضر مجلسنا -: أنتم يا معشر المشبهة تروون الحديث وضده، كما قال بشر بن المعتمر:
  يروي أحاديث ويروي نقضها ... مخالف بعض الحديث بعضها
  ثم تصححون الجميع ولا تعرفون وتروون مالا تعلمون. مثلكم كما قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا}[الجمعة: ٥]. ثم أخذ في رواية معايب مشايخنا فقال: من عجيب أمركم أن شيخاَ من شيوخكم روى حديثاَ فقال: حدثني فلان عن فلان عن النبي عن جبريل عن الله عن رجل! فقيل: هذا لا يكون. فنظروا فإذا هو ø.
  وذكر الفقيه أبو الأسود أنه كان بطبرستان قاص يقص من المشبهة، فقال [يوماً في قصصه]: إن يوم القيامة تجيء فاطمة ومعها قميص الحسين تلتمس القصاص من يزيد، فلما يراها الله من بعيد يقول ليزيد: أدخل تحت العرش لا تظفر بك فاطمة، يدخل و [ويختبئ]، وتتظلم فاطمة بين يدي الرب وتبكي، فيقول لها الرب: يا فاطمة! انظري إلى قدمي به جرح من سهم نمرود وقد عفوت عنه فاعف عن يزيد، فعفت عنه.