فصل
  ولابن معين في الرجال مقالة ... سيسأل عنها والمليك شهيد
  فإن كان صدقاَ فالمقالة غيبة وإن كان كذباَ فالعذاب شديد
  وأنشد بعض المعتزلة يوماَ بحضرة جماعة من مشايخنا، مشافهاً لهم:
  يا خائضاَ في غمرة الشكوك ... مفكراَ في صفة المليك
  كفكرة المشبه الركيك ... فكرك فيه مالك الملوك
  ومالك ليس بذي شريك ... لا يدرك المالك بالمملوك
  وحضرت يوماَ مجلساَ قد جمعهم وإيانا، فقال بعض المعتزلة لبعض المشبهة: أتقولون لله يد؟ قال: نعم، قال: لِم؟ قال: لقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم}[الفتح: ١٠]، قال: فقل له يدان لقوله تعالى: {بَل يَداهُ مَبسوطَتانِ}[المائدة: ٦٤]، قال: كذا أقول، قال: فقل له ثلاثة أيدي لقوله تعالى: {مِمّا عَمِلَت أَيدينا}[يس: ٧١]، فانقطع، ثم قال له: أتقول له عين؟ قال: نعم، قال: لِمَ؟ قال: لقوله تعالى: {وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني}[طه: ٣٩]، فقال له: