[مقدمة قبل الجواب على متعلقات صاحب هذه المقالة]
  جوابه: أن ذلك المقام مما لا ينبغي أن يكون أمره وخبره مصروفاً إلى إخباره ÷ بأن علياً # ناصره؛ لأن هذا أمر معلوم لا يحتاج فيه إلى بيان.
  يزيده وضوحاً أن نزول الرسول ÷ في غير وقت النزول، وأمره بقم الدوحات(١) واجتماع الناس وإنصاتهم إلى كلامه ÷ لا يصح أن يقصد به إخبار القوم بما هم عالمون به، فكما لا يصح أن يقيمهم ذلك المقام ويقول: أيها الناس إن أبا بكر ولد لأبي قحافة، ويسكت على هذا، أو يقول: هذا عمر بن الخطاب، وزوجتي عائشة بنت لأبي بكر، و [حفصة](٢) بنت لعمر أيضاً، فكما أنه ÷ لا ينبغي أن يتكلم بهذا، ويوقف السيارة، ويقوم فيهم خطيباً به فكذلك قولكم إنه قصد أن علياً ناصره؛ لأن علمهم بذلك يضاهي(٣) علمهم بهذه الأُمور، وكيف يسوغ لعاقل أن يفعل مثل هذا، فيجعل انتصاب النبي ÷ في الرمضاء والحر الشديد، وجمع أقتاب الإبل وانتصاب النبي ÷ وأخذه بيد علي # ليعرف الناس أنه ناصره، مع علمهم بذلك، وهل هذا إلاّ غاية السفه والعبث الذي لا يجوز أن يقصده ÷؟ وما وجه قوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» وهلاّ قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، من دون هذا التنزيل في إيقاع الكلام على الصفة المعروفة، وقد بان أن من ذهب إلى هذا مَائل عن الحق، سالك غير طريق الصواب.
(١) الدوحة: الشجرة العظيمة أيّ شجرة كانت، تمت مصباح، من هامش (أ).
وقمّ البيت كنسه، تمت (ق).
(٢) ما بين المعكوفين من (ب).
(٣) أي: يشابه، من هامش (أ).