نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة قبل الجواب على متعلقات صاحب هذه المقالة]

صفحة 98 - الجزء 1

  جوابه: أن ذلك المقام مما لا ينبغي أن يكون أمره وخبره مصروفاً إلى إخباره ÷ بأن علياً # ناصره؛ لأن هذا أمر معلوم لا يحتاج فيه إلى بيان.

  يزيده وضوحاً أن نزول الرسول ÷ في غير وقت النزول، وأمره بقم الدوحات⁣(⁣١) واجتماع الناس وإنصاتهم إلى كلامه ÷ لا يصح أن يقصد به إخبار القوم بما هم عالمون به، فكما لا يصح أن يقيمهم ذلك المقام ويقول: أيها الناس إن أبا بكر ولد لأبي قحافة، ويسكت على هذا، أو يقول: هذا عمر بن الخطاب، وزوجتي عائشة بنت لأبي بكر، و [حفصة]⁣(⁣٢) بنت لعمر أيضاً، فكما أنه ÷ لا ينبغي أن يتكلم بهذا، ويوقف السيارة، ويقوم فيهم خطيباً به فكذلك قولكم إنه قصد أن علياً ناصره؛ لأن علمهم بذلك يضاهي⁣(⁣٣) علمهم بهذه الأُمور، وكيف يسوغ لعاقل أن يفعل مثل هذا، فيجعل انتصاب النبي ÷ في الرمضاء والحر الشديد، وجمع أقتاب الإبل وانتصاب النبي ÷ وأخذه بيد علي # ليعرف الناس أنه ناصره، مع علمهم بذلك، وهل هذا إلاّ غاية السفه والعبث الذي لا يجوز أن يقصده ÷؟ وما وجه قوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» وهلاّ قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، من دون هذا التنزيل في إيقاع الكلام على الصفة المعروفة، وقد بان أن من ذهب إلى هذا مَائل عن الحق، سالك غير طريق الصواب.


(١) الدوحة: الشجرة العظيمة أيّ شجرة كانت، تمت مصباح، من هامش (أ).

وقمّ البيت كنسه، تمت (ق).

(٢) ما بين المعكوفين من (ب).

(٣) أي: يشابه، من هامش (أ).