[مقدمة قبل الجواب على متعلقات صاحب هذه المقالة]
  بأن تحمل على المعنى الشرعي، فإن لم يكن، فعلى العرفي، فإن لم يكن فعلى المعنى اللغوي.
  خيال: قالوا: ما أنكرتم أنه ÷ إنما أراد بيان عصمته ووجوب موالاته ظاهراً وباطناً، وهذه هي منزلة [شرعية](١) يجوز أن يقصدها، هذا الخيال أهم ما تمسكوا به، وأشف ما عولوا عليه.
  جوابه: أن لفظ مولى لا يقتضي وجوب ما ذكروه، ولا تكليف علينا أن تقع الموالاة في الباطن، ويكفي في وجوب موالاته # ظاهر الحال، كظاهر الإسلام، وقد كانوا عارفين بذلك من حاله بدون تعريفه ÷، وأما عصمته فقد ورد فيها دليل غير هذا، وهو قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب] على ما نبينه، إن شاء الله تعالى.
  قالوا: أراد ÷ زيادة في البيان في عصمته # فلا معنى لقولك: إن على عصمته دليلاً غير هذا؛ لأنه أبلغ في الإيضاح متى تكاثرت الأدلة.
  قلنا: تعلقكم بالدليل على عصمته # إنما هو بآخر الكلام، حيث قال ÷: «ووال من والاه، وعاد من عاداه» ونحن لا ننكر هذا؛ لكن دليلنا على الإمامة قوله ÷ في أول الكلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فأولها دليل على الإمامة، وآخرها دليل على العصمة، وحينئذ مرحباً بالوفاق، ولا تنافي بين العصمة والإمامة.
(١) كذا في كل من (أ) و (ب)، إلاَّ أنه علق في (أ) بدلها كلمة (شريفة).