[بحث في فاطمة &]
  والحفظ لما نفث به من الحكمة، وهذا مجوَّز في حق فاطمة &، لكثرة مجالستها لأبيها ÷ ومجالستها لعلي # وهو باب مدينة العلم، فحصل من هذا كله صحة التجويز المانع من القطع على أن غيرها أعلم منها.
  هذا ولا ننكر أن عائشة مختصة بأشياء روتها عن الرسول ÷ لمكان الزوجية، كقولها: قَبَّل رسول الله ÷ بعض نسائه وهو صائم، فقيل لها: وهل هي إلاّ أنت؟ فضحكت، ونحو: «تحيضي في علم الله ستاً أو سبعاً كما تحيض النساء»، ونحو: «حتيه، ثم اقرصيه، ثم لا يضرك أثره»، وأمثال هذه الأشياء من أحكام الجماع والحيض والنفاس والتقبيل لشهوة، ولا شك أن للزوجات من الإختصاص بهذه الأشياء ما ليس للبنات، ثم إن فاطمة & كانت ترجع في مثل هذه الأحكام إلى بحر العلم الزخّار الذي قال فيه ÷: «أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة، فليأت الباب»(١)، وقد كانت صلوات الله عليها محافظة على أنواع الطاعة، سابقة إلى محاسن الخيرات ومجالسة سيد السادات.
(١) قال المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي ¦ في التخريج:
أخرجه الحاكم عن جابر وعن ابن عباس، والخطيب عن ابن عباس، وابن عدي والعقيلي عن ابن عباس، ورواه الكلابي عن ابن عباس، وأخرجه ابن المغازلي عن ابن عباس، وعن جابر، وعن علي، بطرق أخرى، وفيه: (كذب من زعم أنه يصل المدينة إلاَّ من قِبَل الباب).
وصححه أبو عبدالله الحاكم ومحمد بن جرير الطبري، عن ابن الأمير محمد بن إسماعيل، والكنجي عن علي، ونحوه عن جابر، وصدره عن ابن عباس كما يأتي.
وأخرج نحوه الطبراني عن ابن عباس بلفظ: «فليأته من بابه».
وأخرجه ابن المغازلي بلفظ: «ولا تؤتى البيوت إلاَّ من أبوابها»، عن علي. =