نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[فضل فاطمة &]

صفحة 155 - الجزء 1

  ولقائل أن يقول: ما الفرق بين الصورتين، غضبها لطلب أبي بكر الحق، وغضبها لطلب علي الحق، لو سلمنا صحة الرواية، وحاشا له⁣(⁣١) عن غضبها، وعن صحة الرواية، وهل فرق بين غضبها لتمام الشهادة، وغضبها بالنكاح لواحدة واثنتين عليها سلام الله؟ فلم أطلق الإمام إسم الهفوة على علي #، وحاشا عنها أبا بكر؟ وهلا كان العكس أليق لمكان العصمة في حق المعصوم؟ وإمكان تأويل الحديث [المذكور]⁣(⁣٢) على ما سنذكره إن شاء الله تعالى، وبطلان أبي بكر عن العصمة فيما يأتي ويذر، وقد قيل: إن علياً # كان هو الشاهد لفاطمة، والحسن والحسين وأم أيمن، فقد تم نصاب الشهادة، وشهادة ذوي الأرحام مقبولة، وإن كانت المسألة خلافية، فقد بان من مذهب أبي بكر قبول شهادة ذوي الأرحام، لما ظهر منه من الإعتذار بزيادة رجل مع الرجل، فقد قبل علياً # في الشهادة، فما باله لم يقبل شهادة الحسن والحسين @ لأمهما &؟

  قالوا: لم يعْلم أن الحسنين كانا شاهدين، فمن أين هذه الرواية؟ ومن صاحبها؟


= قلت: وهذا يدل على اطلاع الإمام على تأخر كلام الإمام يحيى (ع) هذا.

إلى قوله أيده الله تعالى:

قال الإمام: وقد عرفت كلام الإمام يحيى (ع) في هذين المهمين، ورجوعه إلى مقالة أسلافه الذين لايقال لهم إلا ما قاله يوسف الصديق (ع): {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}⁣[يوسف: ٣٨]، وما حكى الله في آية الاجتباء {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}⁣[الحج: ٧٨]، انتهى المراد، انتهى من اللوامع.

(١) أي أمير المؤمنين #.

(٢) من (أ).