نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[خبر فدك]

صفحة 165 - الجزء 1

  إليّ مالم أتعد فيه حدود الله، ولم أتجاوز إلى غير حكمه والعمل بمقتضى شريعة نبيه ÷.

  وإن كان أبوبكر غير محق في أخذه لفدك كان هذا الكلام لائقاً؛ لأنه في معنى التألم، والتظلم، وطلب الاتستنصاف من العدل الحكيم، ولا بد أن يكون هذا الكلام حجة لأبي بكر، أو حجة عليه، بأن يكون الكلام تظلماً منه ومن فعله.

  · فإن كان الأول لزم أن يكون عليٌ متألماً لأبي بكر، مستنصراً له على فاطمة & في غضبها عليه من دون موجب.

  · وإن كان الثاني لزم أن يكون أبو بكر حاكماً في فدك بغير حجة ولا برهان، فانظر أين تضع قدمك ياسالك، واختر لنفسك أوضح المسالك، وأحسن في العقيدة لحالك، وميز ببصرك بين النهار الجلي والليل⁣(⁣١) الحالك.

  ونعود إلى ما كنا فيه: لما أكرم الله رسوله ÷ بالنقله إلى دار الكرامة، ورضي له ما عنده، عمت مصيبة المسلمين، وخصت أهل بيته المطهرين، فبينا فاطمة & تعالج سكرات فقده ÷ إذ قبض أبو بكر فدكاً، ولم يقبل شهادة الوصي، وجاء بمعكوس الحكم في طلب البينة وإنكار الوراثة، وفعل معها تلك الأفاعيل، وقيلت تلك الأقاويل، والحليم تكفيه الإشارة، فلو أن مؤمناً مات لذلك كمداً وغيضاً وأسفاً، ما كان عندي به ملوماً، ولمّا أيست فاطمة & من فدك، وفعل في جانبها ما فعل، أنشدت كالمناجية به رسول الله ÷:


(١) في (ج): والسواد.