نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[خبر فدك]

صفحة 166 - الجزء 1

  قد كان بعدك أنباء وهينمةٌ ... لو كنت فينا لما خفنا من النوب

  قال الأمير صلاح الدين بن أمير المؤمنين، قدس الله روحه: وقع في تصرفهم (يعني المشائخ الثلاثة) من الجور ما لا ينكره إلا من عَنَدَ عن الحق من هتك حرمة الرسول ÷، وظلم البتول، أخرجوا واليها من مالها ونحلتها المعروفة لها، وطلبوا منها البينة على شيء في يدها، وحكموا فيها بغير حكم الله، كما قال أمير المؤمنين #: فنكثوا عهد رسول الله ÷، وخالفوا إلى غير فعله، في أخذهم فدكاً من يد ابنته، فلما رأت عزمهم على أن يركبوها العنف، ويأخذها⁣(⁣١) بالعَسْف، جاءت بأمير المؤمنين، والحسن @، وأم أيمن رحمها الله تعالى، يشهدون لها على دعواها بالنحلة، وهم عدول، قد حكم⁣(⁣٢) بتطهيرهم، فردوا شهادتهم، فماتت وهي غاضبة عليهم، بلا خلاف بين آبائنا $.

  وكان من آخر كلامها الذي لقيت الله سبحانه وتعالى عليه ما ذكرته لنساء المهاجرين والأنصار، لما سألنها كيف أصبحت يابنت محمد؟

  قالت: (أصبحت والله عائفة⁣(⁣٣) لدنياكم، قالية⁣(⁣٤) لرجالكم، شنيتهم⁣(⁣٥) بعد إذ خبرتهم⁣(⁣٦)، ولفظتهم⁣(⁣٧) بعد إذ عجمتهم⁣(⁣٨)، فقبحاً لفلول⁣(⁣٩) الحد، وخور⁣(⁣١٠) القنا،


(١) في (ب): ويأخذوها.

(٢) في (ب): حكم اللَّه.

(٣) أي كارهة، من هامش (أ).

(٤) أي: باغضة، من هامش (أ).

(٥) أي: بغضتهم، من هامش (أ).

(٦) في (ب): سبرتهم.

(٧) قوله لفظتهم أي: رميتهم؛ ومنه أكلت التمرة ولفظت بالنواة أي: رميت بها، من هامش (أ).

(٨) وقوله: عجمتهم؛ يقال: عجمه عجماً وعجوماً غضّه أولاكه للأكل، من هامش (أ).

(٩) قال في القاموس: سيف فليل؛ إلى أن قال: وفلولة: ثلمة.

(١٠) الخور بالتحريك الضعف، من هامش (أ).