[خبر فدك]
  قد كان بعدك أنباء وهينمةٌ ... لو كنت فينا لما خفنا من النوب
  قال الأمير صلاح الدين بن أمير المؤمنين، قدس الله روحه: وقع في تصرفهم (يعني المشائخ الثلاثة) من الجور ما لا ينكره إلا من عَنَدَ عن الحق من هتك حرمة الرسول ÷، وظلم البتول، أخرجوا واليها من مالها ونحلتها المعروفة لها، وطلبوا منها البينة على شيء في يدها، وحكموا فيها بغير حكم الله، كما قال أمير المؤمنين #: فنكثوا عهد رسول الله ÷، وخالفوا إلى غير فعله، في أخذهم فدكاً من يد ابنته، فلما رأت عزمهم على أن يركبوها العنف، ويأخذها(١) بالعَسْف، جاءت بأمير المؤمنين، والحسن @، وأم أيمن رحمها الله تعالى، يشهدون لها على دعواها بالنحلة، وهم عدول، قد حكم(٢) بتطهيرهم، فردوا شهادتهم، فماتت وهي غاضبة عليهم، بلا خلاف بين آبائنا $.
  وكان من آخر كلامها الذي لقيت الله سبحانه وتعالى عليه ما ذكرته لنساء المهاجرين والأنصار، لما سألنها كيف أصبحت يابنت محمد؟
  قالت: (أصبحت والله عائفة(٣) لدنياكم، قالية(٤) لرجالكم، شنيتهم(٥) بعد إذ خبرتهم(٦)، ولفظتهم(٧) بعد إذ عجمتهم(٨)، فقبحاً لفلول(٩) الحد، وخور(١٠) القنا،
(١) في (ب): ويأخذوها.
(٢) في (ب): حكم اللَّه.
(٣) أي كارهة، من هامش (أ).
(٤) أي: باغضة، من هامش (أ).
(٥) أي: بغضتهم، من هامش (أ).
(٦) في (ب): سبرتهم.
(٧) قوله لفظتهم أي: رميتهم؛ ومنه أكلت التمرة ولفظت بالنواة أي: رميت بها، من هامش (أ).
(٨) وقوله: عجمتهم؛ يقال: عجمه عجماً وعجوماً غضّه أولاكه للأكل، من هامش (أ).
(٩) قال في القاموس: سيف فليل؛ إلى أن قال: وفلولة: ثلمة.
(١٠) الخور بالتحريك الضعف، من هامش (أ).