نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[خبر فدك]

صفحة 168 - الجزء 1

  يصنعون، ألا هلممْن فاسمْعن، وما عشتن أراكن الدهر عجباً! إلى أي ركن لجأوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟ فلبئس المولى، ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلاً، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم، والعجز بالكاهل، وبعداً وسحقاً لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون).

  قال الأمير صلاح قدس الله روحه:

  ولا خلاف بين آبائنا $ أنها ماتت غاضبة عليهم، وقد قال ÷: «فاطمة بضعة⁣(⁣١) مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها»⁣(⁣٢)، وقد قال ÷: «إن الله ليغضب لغضبك، يا فاطمة»⁣(⁣٣) ولله القائل!:

  وما ضرهم لو صدقوها بما ادعت ... وماذا عليهم لو أطابوا جنانها

  وقد علموها بضعة من نبيهم ... فلم طلبوا فيما ادعته بيانها

  فإنا لله ما أفضعها من هفوة؛ وأشنعها من عثرة.

  وأقول: إن هذا الكلام المروي عن البتول & لعظيم موقعه، ممقرة⁣(⁣٤) جرعه، وقد رواه أكابر أئمتنا وعلمائنا وساداتنا، رواه المنصور بالله في كتابه «الشافي»، والسيد


(١) بضعة؛ بفتح الباء: على وزن تمرة، تمت مصباح، من هامش (أ).

(٢) تقدم تخريجه.

(٣) تقدم تخريجه.

(٤) قال الأصمعي المقر الصبر، وقال ابن قتيبة شبه الصبر، ولبن ممقر حامض، تمت مصباح، من هامش (أ).