نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[توضيح فسق معاوية بالدليل]

صفحة 182 - الجزء 1

  لنا أيضاً ما روي في⁣(⁣١) لعن النبي ÷ لمعاوية في حياته، ولعن أباه⁣(⁣٢) وأخاه، وكان أبو سفيان راكباً، ومعاوية يقود به، وأخوه يسوق الجمل، فقال النبي ÷: «لعن الله الراكب والسائق والقائد»⁣(⁣٣).

  ولنا أيضاً: ما ظهر، واشتهر، من قنوت علي # بلعن معاوية غير مره، رواه الهادي # في «الأحكام»، ورواه الحاكم ¦ في كتاب «تنزيه الأنبياء $»، ولعنة علي من لعنة رسول الله ÷، ولعنة رسول الله ÷ من لعنة الله تعالى، {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ٥٢}⁣[النساء: ٥٢].

  قال المنصور بالله # في كتاب «الشافي»: الواجب على المسلمين كافة متابعة علي # في القول والعمل، وقد كان # يقنت بلعن معاوية، لعنه الله، فالواجب متابعته؛ لأنه في حال لعنه معاوية إمام هدىً بالإجماع من المسلمين كافة، والله يقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩] وأولي⁣(⁣٤) الأمر


(١) في (ج): من.

(٢) كذا في الخطية، وووجد معلقاً في (أ) أخيه وأبيه، ولعله الصواب إذا لم يكن لعن الثانية فعلاً.

(٣) قال الإمام محمد بن عبدالله (ع) في الفرائد: وقد روى أئمتنا $ وغيرهم حديث: «لعنتك يا علي من لعنتي ولعنتي من لعنة الله، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً»، إلى قوله: وحديث: «لعن الله السائق والقائد والراكب» رواه الهثيم وذكره في العواصم.

قال المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي ¦ في التخريج: رواه محمد بن سليمان الكوفي عن الحسن البصري من طريقين، تمت مناقب، وروى نحوه إبراهيم الثقفي في كتاب الغارات عن أنس بن مالك، تمت شرح نهج البلاغة، انتهى.

(٤) كذا في النسخ، وهو على الحكاية.