[أدلة التكفير]
= ثم قال: مجموعها يفيد التواتر المعنوي؛ وشواهده لا تحصى، مثل: أحاديث قتل الحسين، وأحاديث ما يلقاه فراخ آل محمد وذريته، بألفاظ وسياقات يحتمل مجموعها مجلداً ضخماً؛ فمن كان قلبه قابلاً، فهو من أوضح الواضحات في كل كتاب، ومن ينبو عنها فلا معنى لمعاناته بالتطويل.
ثم ذكر حديث الغدير فقرر تواتره، كما قرر في الإتحاف؛ وساقه بمخرجيه ورجاله، كما هناك سواء.
ثم قال: نعم، فإن كان هذا معلوماً، وإلا فما في الدنيا معلوم؛ إذا حققت هذا فهاهنا أناس يقولون نوالي علياً، ومن حاربه، وقد علمت أن من حارب علياً فقد حارب أهل البيت، وحارب الحسن والحسين وفاطمة، ومن حاربهم فقد حارب رسول الله ÷، ومن حارب رسول الله ÷ فقد حارب الله، فهو حرب لله، وعدو لله؛ فمن سالم العدو، فقد حارب من عاداه؛ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: ١] {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١].
وبالجملة، فمعلوم بالآيات والأحاديث، ومعالم دين الإسلام، التنافي بين موالاة العدو وموالاة عدوه؛ وقد أحسن القائل:
إذا صافى صديقك من تعادي ... فقد عاداك وانصرم الكلام
انتهى المأخوذ من كلامه.
قال الإمام (ع) في الفرائد: انظر وتأمل ما حققه المقبلي، الحقيق بالإنصاف وقول الحق؛ وما كان أحسنه لو استقام!، انتهى من اللوامع.
وهو في صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ١٥/ ٤٣٣ برقم ٦٩٧٧.
وفي فضائل الصحابة ٢/ ٧٦٧ برقم ١٣٥٠ عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»، ومثله في: الجامع الصحيح سنن الترمذي ٥/ ٦٩٩ برقم ٣٨٧٠، سنن ابن ماجه ١/ ٥٢ برقم ١٤٥، مسند أحمد ٢/ ٤٤٢ برقم ٩٦٩٦، المستدرك على الصحيحين ٣/ ١٦١ برقم ٤٧١٣، المعجم الصغير ٢/ ٥٣ برقم ٧٦٧، المعجم الكبير ٣/ ٤٠ برقم =